تحدث رؤى خلف، رئيس تحرير صحيفة Financial Times (FT)، عن التهديدات الخطيرة التي تشكلها تغيرات المناخ على الصحة العامة في هذا النشرة الأسبوعية. فإلى جانب المخاوف من حوادث جوية كارثية كالحرائق والفيضانات، فإن ارتفاع حرارة الكوكب ينقل تهديداً آخر مثيراً للقلق لصحة الإنسان ورفاهيته. فالأمراض التي كانت محصورة في أجزاء معينة من العالم تنتشر الآن إلى مناطق جديدة، مهددة السكان الذين ليس لديهم مناعة طبيعية.
تتحدث التقارير عن انتقال الأمراض المنقولة بالبعوض مثل حمى الضنك والملاريا إلى مناطق جديدة، وهو دليل على قدرة هذه الحشرات على البقاء والازدهار في أجزاء من العالم كانت في الماضي قد كانت بيئتها مناخياً باردة جداً. فقد ازدادت حالات الإصابة بحمى الضنك 30 مرة خلال الـ 50 عاما الأخيرة، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى زيادة حالات الإصابة بالملاريا أيضاً. وتظهر حالات فيروس الـ Alaskapox في بعض مناطق العالم كتحليل لخطورة انتشار الأمراض.
مع تكلف البشر بالتكيف مع تغير المناخ، يقومون بالتوسع إلى مناطق جديدة، ما يجعل حدوث حالات انتقال الفيروسات من الحيوانات إلى الإنسان أكثر احتمالية. تحذيرات وافية من مُتخصصي الأمراض الجديدة تشير إلى أن ما يزيد عن نصف الأمراض البشرية المعروفة تصبح أكثر ضراوة بسبب تغير المناخ، وذلك بفعل النمط المتغير للطقس ودرجات الحرارة. ورغم أن تغييرات طويلة المدى في المناخ لا يمكن التراجع عنها بسهولة، إلا أنه يمكن اتخاذ إجراءات للتخفيف من انتشار الأمراض المعروفة.
أحد الحلول المقترحة هو زراعة بكتيريا تعيش في خلايا الحشرات في بيوض البعوض من نوع aedes aegypti، الذي يحمل الفيروسات مثل حمى الضنك، لمنع انتقال الفيروسات من خلال دورة الحياة الخلوية للبعوض، مما يمنع نقلها إلى الأجيال القادمة من الحشرات دون الحاجة إلى حملات حقن إضافية. كما يتعين أيضاً توفير لقاحات بأسعار معقولة لعلاج الناس الذين يعيشون في المناطق التي أصبحت بها الأمراض متفشية.
يجب أن يعامل انتشار الأمراض الزونوتيكية باعتباره مشكلة عالمية تتطلب حلاً عالميا، مما يستدعي سرعة العمل لأن الأمراض أيضاً سريعة. المخاوف تتزايد من خطورة انتشار الأمراض الجديدة التي تظهر في مناطق جديدة من العالم مما قد يؤدي إلى ظهور حالات عالمية، وهو السبب في الدعوات إلى استحداث حل عالمي لهذا التحدي العقلاني.
