تحدث البروفيسور ديفيد ديننج، أستاذ الأمراض المعدية في جامعة مانشستر، في شهر يناير الماضي عن الإحصائيات التي نشرها حول انتشار ووفيات الإصابات الفطرية الغازية. كانت أعلى بمرتين من التقديرات السابقة، حيث توفي حوالي 3.8 مليون شخص سنويًا بسبب هذه الإصابات، وكانت هذه الفطريات هي السبب الرئيسي لوفاة 2.5 مليون حالة. أدى هذا الإحصاء إلى التركيز على عامل مهم تم تهميشه في معدلات الوفيات العالمية، والذي يتوقع أن يزيد على مستوى 5 في المئة من جميع الوفيات، والذي يتوقع اتساع نطاقه بفعل تغير المناخ.
وفقاً للبروفسور ماثيو فيشر، أستاذ أمراض الفطريات في كلية إمبريال بلندن، فإن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يمكن أن يزيد من تفاقم هذه الظاهرة، لكن نقص البيانات عن توزيع الفطريات الوباثية على المدى الطويل يجعل من الصعب تقدير تأثير ذلك. تقول مراكز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة إن التغيرات البيئية يمكن أن تعزز من انتشار الفطريات الباثية، سواء بفعل امتداد الأماكن التي يمكن للفطريات أن تزدهر فيها نتيجة لارتفاع درجات الحرارة أو التغيرات في نمط الأمطار.
يشير الباحثون إلى وجود ارتباط بين تغير الفطريات المسببة للأمراض المميتة وتغير نمط الطقس ودرجات الحرارة، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض الفطرية. ويتمثل أحد العوامل المحتملة في تغير المناخ في تطور الفطريات لتعيش في بيئات دافئة، مما يزيد من فرصة عدوى الأشخاص، كما ينظر إلى ظهور أنماط جديدة من فطر الكانديدا في سياق التغيرات المناخية. ومع ذلك، يريد العلماء المزيد من الأدلة ليقتنعوا بهذا الرأي.
من جانبه يشدد فحص قام به القائد من جامعة كاليفورنيا بيركلي للصحة العامة، جستن ريمايس، على أن القضايا المعقدة التي تتعلق بأمراض الفطريات المنبثقة في السياق البيئي تتطلب نهجاً بيولوجياً كبير النطاق، حيث يجب النظر في جميع عوامل الخطر الأخرى التي قد تساهم في انتشار هذه الأمراض مثل التدخين أو السكري والتصلب اللويحي.
وبنظرة توقعية على المدى الزمني لعشر سنوات، يتوقع ديننج بقاء فطر الأسبرجيلس القاتل كأحد أبرز الفطريات المسببة للأمراض بالنظر إلى التغييرات المناخية. إن الأمر ليس بمستبعد أن يكون هناك مفاجآت في المستقبل بظهور أنواع نادرة من الفطريات، لكنها من النماذج الشاذة وليست من الفطريات القاتلة بالمعدلات الكبيرة.