التقرير الذي نشره البنك الآسيوي للتنمية يحذر من أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحاجة إلى زيادة تمويل التكيف مع تغير المناخ بنسبة تصل إلى 12 مرة للتحضير لمخاطر الاحتباس الحراري على أكبر منطقة بشرية في العالم. وقدر البنك أنه يتعين توفير بين 102 مليار دولار و 431 مليار دولار سنويًا في تمويل للتكيف مع تغير المناخ عبر منطقة آسيا والمحيط الهادئ من 2023 إلى 2030، مقارنة بمبلغ قدره 34 مليار دولار تم تسجيله في 2022. وأشار التقرير إلى أن آثار تغير المناخ في آسيا والمحيط الهادئ ستكون أكثر شدة من الاتجاهات العالمية.
وطالبت بشدة بزيادة حادة في تمويل القطاعين الخاص والعام لحماية البنية التحتية الحيوية وضمان سلامة معاشات العيش وضمان الأمن الغذائي والمائي في مواجهة التحديات المناخية. ستكون هذه الخطوة حاسمة في ظل ارتفاع درجات الحرارة الذي يشهده العالم، حيث تعتبر هذه السنة على مسار أن تكون الأكثر حرارة على الإطلاق، وفقًا للبيانات الصادرة عن الوكالات الدولية المجمعة من قبل منظمة الأرصاد العالمية، بعد أن شهد عام 2023 ذروة جديدة لانبعاثات الغازات الدفيئة.
وأشار التقرير إلى أن الآثار المترتبة عن تغير المناخ من المتوقع أن تكون “تنازلية”، حيث تضرب “الناس الضعفاء والمحرومين بشكل أكبر”. وقال البنك إنه وفقًا لسيناريو انبعاثات عالية، يمكن أن يقلل تغير المناخ من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة بنسبة 17 في المئة بحلول عام 2070، مع بيان للأضرار الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع مستويات سطح البحر، خاصة في الاقتصاديات ذات الدخل المنخفض والهشة وتلك ذات السكان الساحلي الكبير.
يأتي تحذير البنك الآسيوي للتنمية في لحظة حرجة للاستجابات متعددة الأطراف لتغير المناخ. من المتوقع أن يشهد اجتماع قمة المناخ COP29 التابعة للأمم المتحدة في الشهر المقبل نقاشات مشحونة حول مقدار الدعم الذي تقدمه الدول الغنية للدول النامية لمعالجة الاحتباس الحراري. ويشمل الإقليم الآسيوي-المحيطي الذي تغطيه التقرير جميع أعضاء البنك الآسيوي للتنمية. وتحتوي المجموعة على بعض أكبر دول العالم منتجة للنفط والغاز بما في ذلك الصين، أكبر ملوث في العالم، وأذربيجان، المستضيفة لـ COP29 والتي تزيد لا تزال من إنتاجها للنفط والغاز.