أولاً، تم شراء شرائح من منطقة الهايلاندز الاسكتلندية من قبل “اللوردات الخضر” أي المستثمرين أصحاب الثروات الطائلة مثل التاجر الدنماركي آندرز بوفلسن لإعادة تجديد الأراضي التي كانت تستخدم لصيد الدراجين. وانضم إلى المستثمرين في إعادة التجديد المستدام أخيرًا مديرو الصناديق الاستثمارية الذين يستثمرون في غابات التجارية واستعادة الأتربة الخمائية، حيث يستهدفون البرامج المحفزة لبيع الائتمانات الكربونية الطوعية التي يمكن شراؤها لتعويض انبعاثات الكربون في المملكة المتحدة. وقد سجلت آخر موجة للأراضي الاسكتلندية قمة مؤخرًا وتراجعت فقاعة تجارية لم تظهر منذ عقود. ويفيد رجال الاستثمارات المؤسسية أن هذا التراجع يعتبر دليلاً على سوق لم ينضج بعد على الرغم من إمكانياته.
ومن ثم تهم إمكانية الاعتماد على الائتمانات الكربونية استقطاب الاستثمارات إلى ريف اسكتلندا ويمكن أن تعزز هذه البرامج هدف البلاد نحو الوصول إلى صافي صفر الكربون بحلول عام 2045، ولكن واجهت البرامج الكبيرة معارضة، ولا سيما من اهتمامات الفلاحة، وفي الوقت نفسه جعلت أسعار الأراضي ترتفع لأغراض أخرى. وتتوفر تمويلات من الحكومة البريطانية والاسكتلندية لزرع الأشجار واستعادة الأتربة الخمائية. هذا الإهتمام زاد من عدد الطلبات على برامج رأس المال الطبيعية لرمز الكربون الخشبي التي تسرعت بين عامي 2021 و 2022، مما أدى الى ارتفاع أسعار الأراضي بشكل حاد.
وقد قامت عائلة البيت التي تديرها الخبير الخاص بشركات الأسهم بثلاثة أمثال أو أكثر خلال السنوات ال 12 الماضية بتعزيز ممتلكاتها في اسكتلندا، بما في ذلك مزرعة جريفين في بيرثشير التي كانت في السوق بقيمة 130 مليون جنيه إسترليني في العام الماضي. يرون أفراد عائلة البيت أنهم يرغبون في ملكية وتطوير الحراج المستدام والغابات بهدف تحقيق فائدة للبيئة بالإضافة إلى تحقيق عائد اقتصادي على المدى الطويل.
وفي مايو 2022، قامت الحكومة الاسكتلندية بتعزيز الشفرة بإجراء عناوين اختبار الإضافية لضمان الائتمانات الكربونية ذات الجودة الأفضل، مما دفع البرامج إلى زراعة مزيد من الأشجار اللبنية الأقل نموًا جنبًا إلى جنب مع شجرة السيتكا الأسرع نموًا. لقد هدفت هذه الإصلاحات إلى التباطأ وضمان تنوع الأنواع بينما تبرد سوق الأراضي.
ومع تباطؤ الموجة الأخيرة للمساحات الأرضية، تقدم المستثمرون منزليون للبدء بشراء الأراضي مرة أخرى. ولكن واجه المستثمرون المؤسسيون تحديات من مخاطر الطقس، مثل خسارة الشركات الاسكتلندية البيرة لنصف شتلاتها في مشروع “غابة الضائعين” في جبال كيرنجورمز هذا العام بسبب الموجات الحرارية والرياح العاتية والصقيع. وقد يكون الانصراف في المستثمرين المؤسسيين قد تيسر لظهور “المشتريات لأغراض الحياة” الذين يبحثون عن ممتلكات ترفيهية أو عقارية عائلية. وقد انخفضت تقديرات الأراضي بنسبة 20-25 في المائة خلال السنوات الأخيرة.
دافعت الحكومة الاسكتلندية عن 15 في المئة من انبعاثات اسكتلندا الكربونية، والتي تمثل المصدر الخامس للانبعاثات، بواسطة برنامج شامل لاستعادة الأتربة الخمائية. ومع وجود شكوك حول فعالية الائتمانات الكربونية وتقليص التمويل الحكومي لمشاريع الأتربة، يتوقع أن يصل حجم السوق إلى مليار جنيه إسترليني هذا العقد. ومن جانبه يعتقد أدريان دولبي رئيس الزراعة أنه أصبح من الصعب على المستثمرين المؤسسيين التعامل مع “ثقب مربع التمويل في حقل الطبيعة” الذي يعد تحديات جديدة تواجهها الدولة لتحقيق هدف صافي الكربون.