ارتفعت ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة في مايو بعد ثلاثة أشهر متتالية من الانخفاضات، ولكن الأمريكيين يظلون قلقين بشأن التضخم وأسعار الفائدة. أظهرت دراسة أجرتها مجموعة أبحاث الأعمال، الثلاثاء، أن مؤشر ثقة المستهلك ارتفع في مايو إلى 102 من 97.5 في أبريل. كان المحللون يتوقعون انخفاض المؤشر مرة أخرى. يقيس المؤشر كل من تقييم الأمريكيين للأوضاع الاقتصادية الراهنة وآفاقهم للستة أشهر القادمة. ارتفعت مقياس توقعات الأمريكيين على المدى القصير بالنسبة للدخل والأعمال وسوق العمل إلى 74.6 هذا الشهر من 68.8 الذي كان في أبريل. يمكن لقراءة أقل من 80 أن تشير إلى احتمالية حدوث ركود في المستقبل القريب. ارتفعت رؤية المستهلكين للأوضاع الراهنة إلى 143.1 في مايو من 140.6 في أبريل.
وفي نفس الوقت، يبقى الأمريكيون يشعرون بالقلق بشأن التضخم وأسعار الفائدة. يتوقع المستثمرون أن يقوم مجلس الاحتياطي الاتحادي برفع أسعار الفائدة مرتين هذا العام، للمساعدة في مكافحة التضخم المتصاعد. قفزت أسعار المواد الغذائية والوقود خلال الأشهر القليلة الماضية، مما زاد من قلق المستهلكين بشأن ارتفاع تكلفة المعيشة. ويسعى الفدرالي لزيادة الفائدة وإبقاء التضخم تحت السيطرة، وهو ما يؤدي إلى تقليل الثقة بين المستهلكين.
وقد انعكس هذا القلق أيضًا على مشاعر المستهلكين بخصوص الاقتصاد الأمريكي. برزت تقديرات نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من عام 2022 دون التوقعات، وهو ما يعني أن الاقتصاد لم يكن يعمل على كامل قدرته. وبالتالي، يشعر المستهلكون بالقلق من الاقتصاد وقدرته على توفير الفرص الوظيفية والازدهار.
ومن جانبه، تعرضت الاستهلاكية الأمريكية لمضايقات بسبب أزمة نقص السيارات الناجمة عن انقطاع إمدادات رقائق السيليكون. ولم يتمكن الشركات من إنتاج سيارات بسبب نقص المكونات الإلكترونية، مما أدى إلى تراجع المبيعات وزيادة أسعار السيارات. وهذا جعل المستهلكين يعانون من ارتفاع التكاليف ومن صعوبة الحصول على السيارات الجديدة، مما زاد من الضغوط على الأسر المحتاجة لوسائل النقل.
في ظل هذا الوضع، يبقى من المهم مراقبة تطورات الاقتصاد الأمريكي وتأثيرها على حياة المستهلكين. يجب على المستثمرين والمواطنين متابعة السياسات النقدية والاقتصادية وتوجيه اهتمامهم إلى سبل تحسين الوضع الاقتصادي والاستهلاكي لضمان استقرار البلاد. ويتوقع أن تستمر المخاوف بشأن التضخم والفائدة في التأثير على الاقتصاد والثقة بين المستهلكين لبعض الوقت قادم.
