بعد الطواف، يُنصح للمسلم بأن يصلي ركعتين، وهذا يأتي استنادًا إلى الحديث الذي رواه جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- حيث ذكر أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- صلى ركعتين بعد أن انتهى من الطواف. كما يُنصح أيضًا بقراءة سورتي الإخلاص والكافرون في هذه الركعتين، وذلك استنادًا إلى حديث آخر للصحابي جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- حيث قال إن النبي قرأ هاتين السورتين في ركعتي الطواف. الهدف من اختيار هاتين السورتين هو تذكير المسلم بأن العبادة يجب أن تكون لله وحده.
يمكن للمسلم بعد أداء الطواف أن يستمر في العبادة بالدعاء والتضرع إلى الله، وطلب المغفرة والرزق والصحة والسلامة. يمكنه أيضًا أن يستغل الوقت بالاستماع إلى التلاوة من القرآن الكريم، أو الدعاء بالمغفرة لأحياء وأموات المسلمين، أو القيام بالأذكار اليومية والصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. إن هذه الأعمال الصالحة تزيد من أجر المسلم بعد أداء الطواف، وتُعين على تعزيز الروابط الروحية مع الله.
بعد الطواف، يُحب للمسلم أن يظل في حالة من الذكر والاستغفار، وهو ما يعبر عن التواصل المستمر مع الله والبقاء في حالة ذكره. يمكن للمسلم أيضًا أن يستمر في الدعاء بالثبات والهداية والتوفيق في الدين والدنيا، وهذا يعكس الاعتراف بحقيقة أن كل خير يأتي من الله وأنه هو المعطي الحقيقي لكل شيء.
بعد الطواف، يمكن للمسلم أيضًا أن يقوم بزيارة المقامات الشريفة في مكة المكرمة مثل مقام إبراهيم ومقام إسماعيل والملك عبدالعزيز. يمكنه أيضًا أن يقوم بزيارة منطقة السعي بين الصفا والمروة، وتلاوة القرآن الكريم والدعاء في هذه المنطقة المباركة. هذه الزيارات تعزز الروحانية وتذكر المسلم بأهمية تطبيق العبر والدروس التي يتعلمها من أداء الطواف.
عندما ينهي المسلم الطواف ويقوم بالركعتين المستحبتين، يمكن له أن يستمر في العبادة من خلال الدعاء والتضرع إلى الله بالمغفرة والرحمة. يمكنه أيضًا أن يستمتع بالتلاوة من القرآن الكريم والتأمل في آياته، والتوسل إلى الله بالدعاء لأنفسه ولمن يحب. الابتعاد عن الدنيا المادية والتفكير في الأمور الروحية يساعد المسلم على تحقيق الإرتقاء الروحي والوصول إلى حالة من التأمل والاستقامة في طريقه نحو الله.