في هذه النشرة الأسبوعية، تُختار رولا خلف، رئيس تحرير صحيفة Financial Times، قصصها المفضلة من الأسبوع. وفي هذا الإطار، ستقول وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، يوم الثلاثاء، أن الشركات يجب أن تعطي أولوية لخفض انبعاثات الكربون لديها بدلاً من الاعتماد على شراء رصيد الكربون لإنقاذ المناخ. تأتي هذه التصريحات مع إطلاقها لإرشادات جديدة لرصيد الكربون الطوعي، الذي يحظى بشعبية بين الشركات التي تبحث عن تعويض انبعاثاتها ولكنها تعاني من انتقادات بسبب عدم قدرتها على تحقيق إزالة الكربون التي تعد بها.
تقول يلين إن إدارة جو بايدن تريد أن تنجح أسواق رصيد الكربون ولكنها تطالب بـ”الالتزام بالنزاهة” من الشركات التي تبيع الرصيد ومن الشركات التي تشتريها لتعويض انبعاثاتها. وتقترح يلين أن يمثل الرصيد الذي يتم شراؤه تقليلًا حقيقيًا لانبعاثات الكربون أو إزالة لها. ورغم فشل العديد من المشاريع في تحقيق هذه المعايير، يأمل المسؤولون الأمريكيون في تشجيع وجود “أسواق عالية النزاهة”. ويعتبر جون كيري، السفير السابق للولايات المتحدة لدى المناخ، موجه استراتيجية الكربون الطوعي، والتي تهدف إلى تخفيض انبعاثات القطاعات الكهربائية الإقليمية. وتهدف هذه المبادرة إلى تحسين النماذج الطوعية الحالية من خلال استخدام بيانات وطنية عالية المستوى وقياس تقليل الانبعاثات بالنسبة إلى الماضي بدلاً من توفيرات الانبعاثات الخيالية.
في خطابها في قمة المناخ COP28 في ديسمبر الماضي، اعترف كيري بأن “العمليات الهربة” التي تروج لرصيد الكربون الرخيص في السنوات الأخيرة قد “قامت بظلم للجميع”. وفي سياق متصل، يسعى الكثير من الشركات لدعم هذه المبادرة، بما في ذلك بنك أمريكا ومورغان ستانلي وستاندرد تشارترد بالإضافة إلى أمازون وبوسطن كونسلتنغ جروب وماستركارد وماكدونالدز ومورغان ستانلي وبيبسيكو وسالزفورس وشنايدر إلكتريك. وبالرغم من أخطاء هذه المشاريع، فإن المسؤولين الأمريكيين يتطلعون لتشجيع “أسواق عالية النزاهة”.
وفي النهاية، يقولت رولا خلف، رئيسة تحرير FT، أن التزام الشركات بتخفيض انبعاثات الكربون وهلم جرا يجب أن يكون أولويتها الأساسية، ولا يجب الاعتماد فقط على شراء رصيد الكربون كوسيلة لإنقاذ المناخ. وتعكس تصريحات يلين وجهودها لإعادة النموذج الاقتصادي بما يخدم المناخ النية الرامية إلى حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. ويرى الكثير من الخبراء أن مشكلة تغير المناخ تتطلب تحركًا عاجلاً من جميع الأطراف للحد من انبعاثات الكربون ومساعدة في تحقيق التوازن البيئي.