بينما يثبت التراشق الكلامي عبر التسريبات للإعلام حجم الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة الجيش والأجهزة الأمنية، فإن ثمن هذه المعركة يدفعه الفلسطينيون في قطاع غزة وكذلك المدنيون ضحايا القصف الإسرائيلي على سوريا والجنوب اللبناني. الحرب الخفية بين نتنياهو وقادة الجيش والأمن، التي استمرت لمدة 15 عاماً، أصبحت علنية ومكشوفة، مما يهدد بإجهاض مفاوضات التهدئة.
وفي سياق الخلافات، تم تداول تسريبات تكشف عن تصريحات مسؤولين في الجيش الإسرائيلي، مثل الجنرال نيتسان ألون المسؤول عن ملف الأسرى والرهائن الإسرائيليين، الذي عبر عن عدم وجود اتفاق مع حكومة نتنياهو بشأن تبادل الأسرى. وأظهرت تصريحاته استياءه من عدم التوصل لاتفاق تبادل أسرى في ظل وجود الحكومة الحالية.
تؤكد جهات عسكرية أن تصريحات نتنياهو التي يصر فيها على مواصلة القتال ويرفض إنهاء الحرب تشكل عقبة أمام بدء جولة مفاوضات تهدئة، وهو ما دفع عائلات الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس إلى التعبير عن استيائهم من عدم اهتمام الحكومة بإطلاق سراح الرهائن واستمرارها في الحرب دون أهداف واقعية.
تبنى نتنياهو والجيش أهدافاً لمواجهة حماس في غزة، لكنهما فشلا في تحقيقها، ولجأوا إلى استخدام القوة بشكل شديد، ما دفع بالجيش إلى مواجهة صعوبات في استعادة الثقة وتحقيق الانتصارات الاستراتيجية. ورغم تصاعد الضربات والمعارك، إلا أن حماس بدأت تدرك ضرورة إنهاء الحرب، بسبب عدم جدواها وتفادي صدام مع الولايات المتحدة.
يتصاعد الصراع بين نتنياهو والجيش، حيث يسعى نتنياهو للبقاء في الحكم من خلال استمرار الحرب، بينما يحاول الجيش تحقيق أهداف تحدد بوضوح وتجنب الانغلاق في حرب استنزاف. وفي ظل استمرار الصراعات الداخلية والخلافات، يبقى الثمن يدفعه الأبرياء، سواء في فلسطين أو سوريا أو لبنان.














