وفي إطار تفاقم الأزمة، قدم وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس مقترحًا لتشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن ما وصفه بكارثة السابع من أكتوبر والحرب التي تلتها. ووفقًا للاقتراح، ستشمل التحقيقات جميع الأحداث التي وقعت قبل هذا التاريخ، بالإضافة إلى آلية اتخاذ القرارات من قبل القيادة السياسية والعسكرية خلال تلك الحرب. كما هدد غانتس بالاستقالة إذا لم يقدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطة لما بعد الحرب في قطاع غزة بحلول يونيو المقبل.
وتضمنت الخطة التي طرحها غانتس تقويض حكم حركة حماس وإعادة المحتجزين في غزة بالإضافة إلى إقامة إدارة فلسطينية أميركية عربية للقطاع، ومع ذلك سيبقى السيطرة الأمنية بيد إسرائيل. وقبل ذلك، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن فشل الجيش في مهمته في 7 أكتوبر، وأشار إلى أنه يجب إجراء تحقيقات وإصلاحات لضمان عدم تكرار ذلك. ونشرت صحيفة هآرتس تقريرا يكشف عن الفشل الاستخباري الإسرائيلي في التنبؤ بالهجوم، معتبرة أن عمليات الازدراء والإنكار قادت إلى هذا الفشل.
كما تتزايد التصريحات التي تعترف المسؤولين الإسرائيليين من خلالها بفشلهم في غزة بعد مضي أكثر من 7 أشهر على بدء الحرب في القطاع. وتتزايد الانتقادات الموجهة لنتنياهو وغالانت بسبب فشلهما في تحقيق الأهداف التي حددوها للحرب، مثل تفكيك حماس وإطلاق سراح المحتجزين في غزة. وقام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بتحمل المسؤولية عن الفشل في الهجوم، وتم البدء في التحقيق لمعرفة أسباب هذا الفشل ومن المتوقع الكشف عن نتائجه خلال الأشهر القادمة.
وفي 7 أكتوبر، شنت حماس هجومًا على مستوطنات غلاف غزة، أسفر عن مقتل عدد كبير من الإسرائيليين واحتجاز آخرين، ردا على الانتهاكات التي تعرض لها الشعب الفلسطيني. وتتصاعد الانتقادات الموجهة للقادة الإسرائيليين بسبب فشلهم في التحقيق بالهجوم وتحقيق الانتصار. ويبدو أن الفشل الإسرائيلي في هذه الحرب سيكون محل تحقيقات واصلاحات لضمان عدم تكرار ذلك في المستقبل.
إن الاقتراح الذي قدمه وزير الحرب الإسرائيلي يأتي تأكيدًا على الحاجة الملحة لتقييم أسباب الفشل واتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان عدم تكراره في المستقبل. وتشير التصريحات والتقارير إلى الخلل الذي حدث في أجهزة الاستخبارات وعمليات ازدراء المعلومات، وهو ما ادى إلى وقوع كارثة في حرب السابع من أكتوبر. وبالتالي، فإن تشكيل لجنة تحقيق رسمية مهمة لتحديد ومعالجة هذه الثغرات وضمان وقوع تحسن مستقبلي يعد خطوة ضرورية ومهمة.














