تستمر “الانتفاضة العظمى” التي اندلعت في غزة منذ أكتوبر 2023، وتظهر وائل حلاق، عالم الدراسات الإسلامية والمفكر العربي، أن هذه الانتفاضة تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية لتصبح حدثًا عالميًا يستقطب اهتمام ودعماً من شعوب مختلفة. ويرى حلاق أن هذه الانتفاضة أظهرت هشاشة إسرائيل وأن استمرار وجودها يعتمد بشكل كبير على الدعم الأميركي، مما يشكل تحولًا معرفيًا هامًا في الوعي العالمي تجاه القضية الفلسطينية.
ويعتبر حلاق أن هذه الانتفاضة حصلت على أوسع دعم شعبي عالمي، مما يعكس تحولًا مهمًا في الوعي العالمي تجاه القضية الفلسطينية، ويؤكد على أهمية هذا التحول الذي يتجاوز الوعي السياسي التقليدي. ويشير إلى أن المشكلة ليست فقط محلية ضد إسرائيل ولكنها تجاوزت حدود الدول وتصبح حركة عالمية.
وفي سياق آخر، يشير حلاق إلى الاحتجاجات في الجامعات الأميركية، وخاصة في جامعة كولومبيا التي يعمل فيها، ويعتبر أن مشكلة التجارية التي تسود الجامعات اليوم تعكس مشكلة أعمق في النظام الأكاديمي الحديث، حيث تحولت الجامعات إلى مؤسسات تجارية تهتم بالمال أكثر من التعليم والفكر الأكاديمي.
ويشدد حلاق على أن رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، ليست مؤهلة لرئاسة جامعة عريقة كجامعة كولومبيا، وأن اللوبي الإسرائيلي يهيمن عبر المانحين على سياسات الجامعة. ويعتبر أن المشكلة تكمن في النموذج الغربي الذي تعانيه الجامعات اليوم وتحولت لتعكس الاحتكار النقدي.
وبالتالي، يرى حلاق أن هذه الاحتجاجات، وخاصة “الانتفاضة العظمى”، قد تكون دفعة لتحول في الوعي الجماعي وتحول شامل في النظام الحالي. ويعتبر أن الوعي الجديد الناشئ يساهم في كشف النقائص في النظام الحالي ويعكس عدم الرضا عن الوضع الراهن والبحث عن تغييرات جوهرية في الهياكل الاجتماعية والاقتصادية.
