وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، تعتبر وزارة الأسرى والمحررين بغزة أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي يواجهون تعذيبًا ممنهجًا وانتهاكات خطيرة. وتعتبر الوزارة أن الرفض المتكرر من قبل السلطات الإسرائيلية لطلبات الصليب الأحمر الدولي لزيارة المعتقلين يعد إمعانًا في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. وتطالب الوزارة بفتح المعتقلات أمام المنظمات الدولية وتحميل الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية عن الانتهاكات المستمرة بحق الأسرى.
وكشفت صحيفة غارديان البريطانية عن تفاصيل صعبة حول الأوضاع داخل سجن “سدي تيمان” في صحراء النقب الإسرائيلية، حيث يعاني الأسرى الفلسطينيون من تعذيب وانتهاكات جسيمة. يظل أيدي المعتقلين مكبلة طوال الوقت ويتعرضون لظروف صحية صعبة ومحرومين من حقوقهم الأساسية. ويتعرض الأسرى للتعذيب الممنهج والضرب المبرح دون رحمة، ما يسبب لهم إصابات خطيرة ومضاعفات صحية تهدد حياتهم.
وبحسب شهادات حصلت عليها شبكة “سي إن إن” الأميركية، يظهر أن المعتقلين الفلسطينيين يعيشون ظروفًا قاسية ومروعة داخل السجون الإسرائيلية. يجبر الأسرى على الوقوف لساعات طويلة والجثو على ركبهم، ويتعرضون للإهانة والتعذيب المستمر. ويتم إجراء عمليات جراحية كبيرة داخل السجن بسبب تكبيل الأيدي المستمر والإهمال الطبي الذي يعانون منه. يظهر أن الحقوق الأساسية للمعتقلين تتعرض لانتهاكات واسعة ولا يتمتعون بأدنى درجات الرعاية الصحية والاهتمام بوضعهم.
تتبع الصحيفة البريطانية غارديان الأوضاع في معتقل “سدي تيمان” وتكشف الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون داخل هذا السجن. تقارير تفصيلية تكشف تفاصيل صادمة حول ظروف الاعتقال والتعذيب الوحشي والإهمال الصحي الذي يعانون منه الأسرى. تظهر الروايات الفظيعة التي يروونها عن تعذيب وانتهاكات تعرضوا لها وتجبرهم على العيش في ظروف بشعة تهدد حياتهم.
وفي خضم هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، تستمر إسرائيل في حربها على غزة رغم المطالب الدولية بوقف العمليات القمعية والتحسين الفوري للوضع الإنساني. حيث خلفت الحرب الأخيرة في أكتوبر الماضي عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وأدت إلى دمار هائل في المنطقة ومجاعة تهدد حياة السكان. يبقى القضاء على حقوق الإنسان والقمع الانتقامي جزءا من سياسة الاحتلال واستمرارا لانتهاكاته الممنهجة بحق الشعب الفلسطيني.
