شهدت تايوان المناورات العسكرية الصينية التي استمرت لمدة يومين وانتهت يوم أمس، وقد وصفت الرئاسة تصرف الصين بأنه “استفزاز صارخ للنظام العالمي” وطالبت بإدانته من قبل المجتمع الدولي. الصين أعلنت نهاية هذه المناورات التي تجري في حجة معارضتها للانفصاليين في تايوان. وأكدت أن عملياتها تهدف لاختبار قدرتها على السيطرة على الجزيرة بعد أيام قليلة من تولي رئيس تايوان الجديد منصبه.
بدأت الصين مناوراتها يوم الخميس الماضي وطوقت تايوان بسفن وطائرات عسكرية، وقد وصفت هذه الإجراءات بأنها تهديد لقوى الاستقلال في الجزيرة. جاءت هذه المناورات بعد أيام من تنصيب رئيس تايوان الجديد وخطابه الذي اعتبرته الصين اعترافا بالاستقلال. وقد حذر وزير الدفاع الصيني من استمرار هذه الاستفزازات وتحدٍ لمبدأ “الصين الواحدة”، مشيرا إلى عواقبها البالغة.
تأتي هذه المناورات ضمن حملة تخويف متزايدة من قبل الصين، وتعكس توتر العلاقات بين الصين وتايوان، حيث تعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتسعى جاهدة لإخضاعها لسيطرتها. يعد الصراع في مضيق تايوان واحدا من أخطر بؤر التوتر في العالم، مما يستدعي تحذيرات من الأمم المتحدة وحث الولايات المتحدة على ممارسة ضبط النفس.
يتمتع تايوان بالحكم الذاتي منذ عام 1949 عندما فر القوميون إليها عقب هزيمتهم أمام الحزب الشيوعي الصيني، ولكن الصين لا تزال تعتبرها جزءا من أراضيها. ومع استمرار هذا الصراع وتصاعد التوترات، تثير المناورات العسكرية الصينية المخاوف من استخدام الصين للقوة لإخضاع تايوان. وتستمر الأمم المتحدة في دعوتها لتجنب التصعيد والحفاظ على السلام في المنطقة.
من الجدير بالذكر أن وزارة الدفاع الأميركية أعلنت عن لقاء بين وزير الدفاع الأميركي ونظيره الصيني في “حوار شانغريلا” نهاية الشهر الحالي، وهو تجمع يعقد سنويا لمسؤولي الدفاع. تأتي هذه الاجتماعات في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين والتدخل المحتمل في الصراع بين تايوان والصين، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدا وقلقا للمجتمع الدولي.
في النهاية، يبدو أن التوترات بين الصين وتايوان لن تنتهي قريبا، وأن الصراع في مضيق تايوان سيظل واحدا من أخطر نقاط التوتر في العالم. يعتبر الجميع الحفاظ على السلام وتجنب التصعيد أمرا ضروريا، ويتعين على المجتمع الدولي التدخل لضمان استقرار المنطقة ومنع حدوث أي انزلاقات قد تؤدي إلى نتائج وخيمة.















