أبلغ وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى بأن بلاده ستعاود تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بقيمة 38 مليون دولار، ضمن حزمة مساعدات للشعب الفلسطيني. جاء تعهد الوزير الإيطالي خلال اجتماعه في روما مع رئيس الوزراء الفلسطيني، حيث أشار إلى أنه تم تخصيص 5 ملايين يورو من هذه الحزمة لصالح الأونروا، والباقي لمبادرة “الغذاء من أجل غزة”.
وأكد تاياني أن إيطاليا ستستأنف تمويل مشاريع محددة تهدف لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، بعد إجراء فحوصات دقيقة تضمن عدم استغلال الأموال في دعم الإرهاب. كانت إيطاليا واحدة من الدول التي علقت مساعداتها للأونروا بسبب اتهام إسرائيل لبعض موظفي الوكالة بالتورط في هجوم طوفان الأقصى في العام الماضي.
في الأسابيع الأخيرة، استأنفت العديد من الدول تمويل الأونروا، حيث أعلنت ألمانيا عن استئناف التعاون مع الوكالة بعد تقرير قادت إعداده وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة حول إجراءات الأونروا لضمان الالتزام بمبادئ الحياد. يُذكر أن الأونروا تلعب دورًا هامًا في توفير التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة.
تأسست الأونروا في عام 1949 لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، حيث توظف حاليًا 13 ألف شخص في غزة وتدير مدارس وعيادات صحية وتوزع المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، تعاني الوكالة من نقص التمويل بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل الذي أدى إلى تقليص نطاق أعمالها. إلا أن التزام الدول بإعادة تمويل الأونروا يعتبر خطوة إيجابية تدعم الجهود الإنسانية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين.
يأتي تعهد إيطاليا بإعادة تمويل الأونروا ضمن جهود المجتمع الدولي لدعم الشعب الفلسطيني وتوفير الخدمات الضرورية لهم. وتشير هذه الجهود إلى الالتزام بدعم الحقوق الإنسانية وتحسين ظروف الحياة للاجئين الفلسطينيين في ظل التحديات التي يواجهونها، مما يعكس التضامن الدولي والتعاون في مجال الإنسانية. في هذا السياق، يتعين على المجتمع الدولي الاستمرار في دعم الأونروا وتوفير الامكانيات اللازمة لها لمواصلة تقديم خدماتها للشعب الفلسطيني وتلبية احتياجاتهم المتزايدة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
