أصبح أندريه بيلوسوف، الخبير الاقتصادي الروسي المرموق، محل تفضيل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشغل منصب وزير الدفاع، خلفاً لوزير الدفاع السابق سيرغي شويغو. بيلوسوف كان يعمل بصمت وخلف الأضواء لسنوات طويلة، حيث كان يتمتع بسجل حافل في المجال الاقتصادي والسياسي والاستشاري، وقد تمتع بثقة واسعة من جانب بوتين وأصبح بين الأسماء البارزة على لوائح العقوبات الغربية. وقد تميز بيلوسوف بدور قوي للدولة في الاقتصاد وتحفيز النمو الاقتصادي وتطوير السياسات المالية.
ولد أندريه بيلوسوف في عام 1959 في موسكو، لأبوين علماء، وكان والده خبيراً اقتصادياً بارزاً. درس بيلوسوف الاقتصاد في جامعة موسكو وأظهر موهبة مبكرة في مجاله. عمل بعد التخرج كباحث في معهد الاقتصاد وتوقع التقدم العلمي والتكنولوجي التابع لأكاديمية العلوم في الاتحاد السوفياتي، وركز بحثه على تحديد اتجاهات الاقتصاد الكلي والتضخم والأزمات الهيكلية.
في عام 1991، أصبح بيلوسوف عضواً في مجموعة تحليلية لجمعية السياسة الخارجية في روسيا، وأسّس عام 2000 مركز لدراسات التوقعات، الذي لعب دوراً مهماً في تحليل الوضع الاقتصادي في روسيا. قدم بيلوسوف توقعات دقيقة حول الأزمات الاقتصادية واستشهد بتجاربه المالية والاقتصادية السابقة مع الولايات المتحدة.
تولى بيلوسوف مناصب عدة في الحكومة الروسية قبل تعيينه كوزير للتنمية الاقتصادية، وكان له دور بارز في تحسين مناخ الاستثمار وتعزيز الابتكار والدعم للشركات الروسية. وبعد توليه منصب نائب الرئيس الوزراء، وتعامله مع تداعيات جائحة “كوفيد-19″، وعقب اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، ظهر براعة في إدارة الأزمات الاقتصادية.
تعنى مهمة بيلوسوف الآن كوزير للدفاع بتوجيه الإنفاق الدفاعي في روسيا بشكل فعال نحو تعزيز القدرات العسكرية وتحقيق الاهداف بأقل خسائر ممكنة. يتعين عليه استحداث نظم جديدة توازن بين الاحتياجات العسكرية والاقتصادية في روسيا. ويعتبر بيلوسوف “مهندس سياسات التطوير ومواجهة العقوبات”، حيث سيسعى لإصلاح شامل للقطاع الدفاعي في ظل التحديات الحالية.














