ما شروط الرئيس الروسي لوقف حرب أوكرانيا؟

رصدت وكالة “رويترز” تصريحات من مصادر روسية تفيد بأن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لوقف الحرب في أوكرانيا من خلال وقف إطلاق نار يعترف بالخطوط الحالية للصراع، وهذا في ظل تصاعد الهجوم الروسي على خاركيف. كان بوتين قد ألمح سابقًا بأنه لن يلتزم بأي هدنة أولمبية وسيواصل المعارك في أوكرانيا خلال فترة الألعاب الأولمبية في باريس، عكس ما طالب به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بينما رفض الرئيس الأوكراني زيلينسكي فكرة الهدنة. وتشير المصادر الروسية إلى استعداد بوتين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد التفاوض على الخطوط الحالية للقتال، مؤكدة أنه مستعد لمزيد من القتال إذا لم ترد أوكرانيا أو الغرب.
وأشارت المصادر إلى إحباط بوتين من محاولات مدعومة من الغرب لإفشال المفاوضات، ومن موقف زيلينسكي بعدم المشاركة في الحوار، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي يمتلك القدرة على مواصلة الحرب إذا لزم الأمر، إلا أنه يفضل تجميد الصراع من خلال وقف إطلاق النار. من جهته، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن بوتين يعتبر روسيا منفتحة على الحوار من أجل تحقيق أهدافها، وأنها لا تسعى لمواصلة حرب دائمة. على الصعيد العسكري، حققت القوات الروسية تقدماً على الأراضي الأوكرانية خصوصا في جبهة الشرق، ما دفع زيلينسكي للاعتراف بصعوبة الوضع الحالي وتحديات مواجهة القوات الأوكرانية في عدة جبهات. وأشار محللون غربيون إلى أن تعيين أندريه بيلوسوف وزيرا للدفاع الروسي يدل على استعداد البلاد لدخول في حالة حرب دائمة من أجل تحقيق النصر في صراع طويل الأمد.
من الملاحظ أن بوتين يقدم عروضًا لوقف الحرب في أوكرانيا، وذلك من خلال وقف إطلاق نار مشروط بالاعتراف بالخطوط الحالية للمعركة، وهو ما يعكس على استعداده لتجنب تصاعد النزاعات. وفي ظل اتهامات بوتين للغرب بدعم محاولات إفشال المفاوضات، يظل الرئيس الروسي مستعدًا للقتال إذا لم تتجاوب أوكرانيا مع مطالبه، لكنه يبدي استعدادًا أيضًا لوقف إطلاق النار لتجميد الحرب والبحث عن حل دبلوماسي. مع تحقيق التقدم العسكري من قبل القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية، يبقى الوضع الحالي محور اهتمام العالم، خاصة مع اعتراف زيلينسكي بتعقيدات المعركة وصعوبة المواجهة على العديد من الجبهات. وتظهر تعيينات جديدة في القيادة الروسية إشارات إلى استعداد البلاد لمرحلة من الصراع الدائم من أجل تحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة.