بعد مرور حوالي شهرين على الهجوم الدامي الذي وقع في قاعة “كروكوس سيتي هول” بالقرب من موسكو، أقرت روسيا لأول مرة بمسؤولية تنظيم “داعش” عن هذا الحادث الذي أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص. أعلن مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، الكسندر بورنيكوف، أن التحقيقات كشفت عن التنسيق الإلكتروني للتحضيرات وتمويل الهجوم بين أعضاء في جماعة “ولاية خراسان”.
خلال اجتماع في بيشكيك، وجه بورنيكوف اتهامات لحلف شمال الأطلسي بدعمهم لإرسال المرتزقة ومسلحي المنظمات الإرهابية إلى أوكرانيا، مشيراً إلى استمرار تحركاتهم. أكد بورنيكوف أن هذا الهدف يهدف إلى زيادة التوسع الإرهابي في بلدان رابطة الدول المستقلة.
يجدر الذكر أن تنظيم “داعش” أعلن مسؤوليته عن الهجوم المروع الذي وقع في مارس الماضي، رغم محاولات موسكو لربط أوكرانيا والغرب بالحادث. وقد تم القبض على عدد من المنفذين وضبطهم كانوا في طريقهم إلى كييف بعد العملية.
تأتي هذه التصريحات في سياق تصاعد التوترات بين روسيا والدول الغربية، وخاصة مع استمرار الأزمة في أوكرانيا والتحركات العسكرية هناك. يزيد هذا الاتهام من حدة الصراعات الجيوسياسية في المنطقة ويعزز من التصعيد العسكري بين الأطراف.
على الجانب الآخر، يعكس قرار روسيا الاعتراف بدور تنظيم “داعش” في الهجوم على أراضيها تغييراً في استراتيجية البلاد تجاه التنظيمات الإرهابية بعد سنوات من الإنكار. وقد يؤدي هذا الاعتراف إلى تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات بين الدول.
مع استمرار التوترات والصدامات الجيوسياسية في المنطقة، من المهم أن تلتزم الدول بتعزيز التعاون الدولي والحوار للحد من التصعيد وتهدئة الوضع. على الجانب الآخر، ينبغي على روسيا العمل على تعزيز الأمن الداخلي والتعاون الدولي لمنع وقوع هجمات إرهابية في المستقبل.
