أظهرت الصور الفضائية التي التقطت بين 5 و22 مايو دمارًا واسع النطاق في مدينة الفاشر بشمال غرب السودان، نتيجة الاقتتال الذي يدور بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع. وتوضح الصور الأضرار التي لحقت بالمناطق السكنية في شرق وجنوب المدينة بسبب الحرائق والتدمير. تبادلت الجيش والدعم السريع الاتهامات بشأن المسؤولية عن هذا الدمار، حيث اتهمت حسابات تابعة للدعم السريع الجيش بقصف أحياء ومناطق في المدينة، بينما أشارت تقارير أخرى إلى ارتكاب قوات الدعم السريع مجازر ضد المدنيين.
وفي إطار الأحداث، اندلعت اشتباكات عنيفة في معسكر أبو شوك للنازحين بالقرب من الفاشر، حيث اتهمت عدة مصادر قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم وحشية ضد الشبان العزل في المعسكر، مما أدى إلى تحرك قوات الدعم السريع واقتحام المعسكر وارتكاب الجرائم. يذكر أن الجيش السوداني انسحب من نقطة أمنية، ما سمح لقوات الدعم السريع بالتسلل إلى المعسكر.
أدان حاكم إقليم دارفور هجوم القوات السودانية في الفاشر، واتهم قوات الدعم السريع بقصف عرقي يستهدف ترويع وتهجير السكان، مما يسهل عمليات النهب والاستيلاء على المنطقة. وفي غضون ذلك، أبلغت الولايات المتحدة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بضرورة التراجع عن القتال في الفاشر وضرورة توفير المساعدات الإنسانية للسكان.
من جانبها، أدانت المديرة التنفيذية ليونيسف تصاعد القتال في شمال دارفور بالسودان وأثره السلبي على الأطفال، مشيرة إلى خسائر بشرية مأساوية بين الأطفال ونزوح عشرات الآلاف. وناشدت أطراف النزاع التراجع عن هذه المواجهة الخطيرة بشكل عاجل. نحو 9 ملايين شخص نزحوا قسرا بسبب الحرب في السودان، وكثير منهم يفتقر إلى رعاية صحية، مما أدى إلى انتشار الأمراض المعدية بينهم.
وفي سياق متصل، قامت القوات السودانية بقصف مواقع لقوات الدعم السريع في شرق الفاشر وشمالها الشرقي، وردت قوات الدعم السريع بقصف عشوائي على أحياء المدينة، مما أدى إلى استمرار الاشتباكات بين الجانبين. دعت الأمم المتحدة إلى ضرورة توفير مساعدات إنسانية للمنطقة وضمان توفير ممرات آمنة للسكان في الفاشر وجميع أنحاء السودان.














