يعد المناضل الجنوب أفريقي ناجيا رمزًا للتحرر والنضال ضد العنصرية في بلاده، وبعد أن انتصر على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، قرر التفكير في دعم قضية فلسطين. بدأ ناجيا في بناء أول متحف لفلسطين خارج حدودها في مدينة كيب تاون الجنوب أفريقية، بهدف توثيق القضية الفلسطينية ونشر الوعي حول حقوق الشعب الفلسطيني.
يقع مبنى متحف فلسطين في مركز مدينة كيب تاون، ويتميز بتصميم يتكون من ثمانية طوابق، حيث يواجه القبة التاريخية التفرقة العنصرية التي مرت بها جنوب أفريقيا. يحتوي المتحف على أقسام مختلفة تعرض مراحل حياة الفلسطينيين قبل وبعد الاحتلال، بالإضافة إلى أقسام توثيق جرائم الاحتلال وأسماء الشهداء والمعتقلين.
ناجيا يروي قصته باعتباره شخصية تأثرت بالحركات التحررية العالمية، وتأثر بالقضية الفلسطينية ونضالها. كانت قصة ناجيا وأسرته تعكس معاناة العنصرية التي واجهتها في جنوب أفريقيا، مما دفعه للنذر ببناء متحف لدعم القضية الفلسطينية بجهوده الشخصية ومن خلال تبرعاته المادية.
تواجه ناجيا صعوبات عديدة أثناء بناء المتحف، فتعرض المبنى للاحتراق وواجه عراقيل من اللوبي الصهيوني في المنطقة. كما واجه معوقات في توصيل خدمات الكهرباء والمياه وفي تعاقد مع شركات المصاعد، لكنه تمكن من تجاوز هذه الصعوبات واستكمال بناء المتحف بجهوده الشخصية.
يعتبر متحف فلسطين أحد المراكز الهامة في جنوب أفريقيا لنشر الوعي حول القضية الفلسطينية، ولتوثيق تاريخها ومعاناة شعبها. يعمل في المتحف أفراد ونشطاء يسعون لنشر قصة الفلسطينيين ونضالهم من أجل الحرية والعدالة، ويعتبر المتحف رمزًا للتضامن بين شعوب العالم في دعم القضية الفلسطينية.
