بدأت صناعة الطيران في المملكة العربية السعودية ببذرة غرستها رؤية المؤسس الملك عبدالعزيز، حيث تطورت هذه الصناعة بمرور الزمن لتلعب دوراً حيوياً في تنمية القطاعات الأخرى مثل الحج والعمرة والسياحة والتجارة والنقل. وتعد السعودية واحدة من الدول الرائدة في دعم وتطوير الطيران في العالم، وذلك بفضل رؤية حكيمة وقيادة حكيمة تؤمن بأهمية التعاون والشراكات من أجل تحقيق التطور والنمو.
انعقد “مؤتمر مستقبل الطيران” في العاصمة السعودية الرياض في نسخته الثالثة ليؤكد على رغبة المملكة في قيادة الطيران المستقبلي وتحدياته، وذلك من خلال فتح الباب أمام العديد من الوجوه البارزة في هذا المجال لمناقشة سبل تحسين الصناعة وتعزيز فرص النمو والتطور. يهدف المؤتمر إلى إعادة صياغة مستقبل الطيران في العالم من خلال اتخاذ الخطوات اللازمة لمواكبة التحديات الحديثة وتحقيق التطور والازدهار.
تحدث رئيس الطيران المدني السعودي في اليوم الأول من المؤتمر عن تضاعف عدد المسافرين في العالم كل 20 سنة، حيث انتقل من مليار مسافر في عام 2004 إلى 4 مليار مسافر في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 11.5 مليار مسافر في عام 2050. هذا الارتفاع الكبير في العدد يتطلب تأمين جيش من الطيارين والمراقبين الجويين وأطقم الطائرات والفنيين والموظفين، بالإضافة إلى تطوير التقنيات الحديثة وتعزيز التنقل الجوي بأمان وسلامة.
يعد مؤتمر مستقبل الطيران فرصة للعالم لرؤية الجهود السعودية في هذا المجال من خلال مشاركة أكثر من 5 آلاف خبير وعقد أكثر من 120 ورشة عمل وندوة، بالإضافة إلى مشاركة 120 متحدثاً من أكثر من 150 دولة مختلفة. يُعتبر هذا المؤتمر منصة مهمة لتبادل الخبرات والمعرفة وتعزيز التعاون بين الدول في تطوير صناعة الطيران وتحديثها لمواكبة متطلبات العصر.
تشير التوقعات إلى أن الصناعة الجوية ستواجه تحديات كبيرة في المستقبل، مثل توفير الكفاءات البشرية وتطوير التقنيات الحديثة وضمان الأمان والسلامة في أوقات التحليق، بالإضافة إلى التأثيرات الاقتصادية والسياسية والصحية التي يجب مواجهتها بحكمة وتركيز. من خلال المؤتمر، يسعى العالم إلى تعزيز التعاون الدولي وتطوير الصناعة لضمان استمرار تقدمها والحفاظ على مستوى عالٍ من الأمان والجودة.
في النهاية، يعتبر مؤتمر مستقبل الطيران في السعودية فرصة للعالم أجمع للانخراط في حوار مفتوح حول مستقبل الصناعة الجوية وسبل تحسينها وتطويرها. وبفضل جهود القيادة السعودية الحكيمة ورؤاها الاستراتيجية، فإن الطريق مفتوحة أمام مزيد من التعاون والتطوير لقطاع الطيران في المملكة وفي العالم بأسره.









