أقيمت قراءات شعرية في أفغانستان بمشاركة شعراء من طالبان ووجهات نظر مختلفة حولها، حيث تمجد القصائد الحكام الذين استعادوا السلطة في العاصمة كابل عام 2021. وتجمعت هذه القراءات بالقرب من قاعدة بغرام الجوية، حيث أعرب الشعراء عن الفخر بالنصر الذي حققته طالبان بطرد القوى الأجنبية من البلاد. وخلال هذه القراءات، تمجد الشعراء بالإمارة الإسلامية ويحملون أفكار الوحدة والتضامن تحت سقف النظام الإسلامي.
وفي مهرجان الزهرة الأرجوانية، أعرب شاعر يُدعى سميع الله حماس عن رغبته في تحقيق التضامن والتعايش تحت النظام الإسلامي، وهو ما يعكس الطموحات والأهداف التي تسعى إليها طالبان في بناء هوية ثقافية جديدة لأفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية. ورغم القيود التي فرضتها طالبان على الإعلام والحياة العامة، يبدو أن الشعر يظل مجالاً مفتوحاً للتعبير عن الأفكار والمشاعر.
ويعد الشعر جزءاً من تاريخ وثقافة أفغانستان الغنية، حيث يحظى الشعراء بشعبية كبيرة ويعبرون عن مشاعر الحب والإسلام والتمرد في قصائدهم. وتعتبر القصائد اللانداي والروباي من التراث الشعبي البشتوني والداري الذي يعبر عن مختلف جوانب الحياة والمجتمع. ومن خلال تنظيم القراءات الشعرية، تسعى طالبان لكسب قلوب وعقول الناس وتعزيز الوحدة الثقافية للأفغان بعد انسحاب القوات الأجنبية.
ويرى بعض الشعراء أن للشعر دوراً مهماً في تعزيز هوية طالبان وتحفيز مقاتليها، حيث تستخدم طالبان الشعر كوسيلة لتحفيز المقاتلين خلال المواجهات. ورغم المواضيع القديمة لبطولات المجاهدين، ينتقل اليوم الشعر إلى مواضيع جديدة تعبر عن الأخوة والمحبة ووحدة الأمة. ورغم ذلك، تظل النساء مستثناة من هذه التجمعات ويواجهن القيود التي تفرضها طالبان عليهن.
وتعبر شاعرات أفغانيات عن رغبتهن في التعبير عن أفكارهن ومشاعرهن من خلال الشعر، حيث تجد إحداهن في العزلة والابتعاد فرصة للتعبير عن ذاتها. وتستمر حركة الشعر في أفغانستان بالابتكار والتجديد على الرغم من التحديات والقيود التي تفرضها السلطات المحلية. ويبقى الشعر وسيلة للتعبير الفني والثقافي للأفغان على اختلاف آرائهم وانتماءاتهم السياسية والثقافية.