بدأت أزمة اجتماعية واقتصادية جديدة تلوح في كندا بسبب ارتفاع غير مسبوق في عدد الجثث التي لم يطالب بها أحد في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى بناء مرافق تخزين جديدة للجثث في بعض المقاطعات الكندية. وتشير التقديرات إلى أن تكاليف الجنازات والدفن ربما تكون السبب وراء عدم تقدم الأقارب لاستلام رفات أحبائهم مع ارتفاع تكلفة الجنازات في البلاد.
في كثير من الحالات، تم التعرف على أقرب الأقارب للجثة التي لم يطالب بها، ولكنهم لم يتمكنوا من المطالبة بها لأسباب مثل ضعف الموارد المالية. تعتبر الجثة غير المطالب بها رسميًا بعد مرور 24 ساعة، ولكن قد يقضي موظفو مكتب الطب الشرعي أسابيع في محاولة تحديد مكان الأقارب القريبين.
تشهد معظم المقاطعات الكندية ارتفاعًا في عدد الجثث التي لم يطالب بها أحد، كما زادت تكاليف الجنازات بشكل كبير في العقود الأخيرة. ففي أونتاريو وكيبيك وألبرتا، ارتفع عدد الجثث التي لم يُطالب بها بشكل كبير بين عام 2013 وعام 2023، مما يعكس التحديات التي تواجه العائلات في تكلفة الدفن لأحبائهم.
تشهد تكاليف الجنازات والدفن زيادة ملحوظة في كندا، حيث يبلغ متوسط تكلفة القبر الفردي للبالغين حوالي 2800 دولار، وتصل إلى 34000 دولار في بعض المناطق مثل وسط مدينة تورونتو. وهذا الارتفاع الكبير في تكلفة الجنازات قد دفع العديد من الأسر إلى طلب الدعم المالي عبر مواقع تمويل جماعي مثل GoFundMe، حيث زاد عدد المطالبين بهذا الدعم بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
من المحزن أن تجد الأقارب أنفسهم في وضع لا يسمح لهم بالقيام بإجراءات أو خطط لجنازة أحبائهم بسبب القيود المالية، مما يجعل الحكومة ودور الجنازة والمقابر مسؤولين عن توفير عمليات الدفن البسيطة لهؤلاء الأشخاص. ومع ارتفاع تكاليف الجنازات في البلاد، يصبح الدعم المالي والمساعدة الحكومية أمرًا ضروريًا لمواكبة هذه الزيادة في التكاليف.
يعتقد الكثيرون أن الدعم الحكومي للجنازات في كندا لم يواكب الارتفاع الكبير في تكاليف الجنازات، مما جعل العديد من العائلات تواجه صعوبات في تحمل تكاليف الدفن لأحبائهم. ومع استمرار هذه المشكلة، يجب على الحكومة والمؤسسات ذات الصلة البحث عن حلول لتقديم الدعم المالي للعائلات التي تواجه تحديات في تكاليف الجنازات والدفن بالبلاد.