يشهد تيار اليمين الشعبوي في أوروبا ارتفاعاً في شعبيته ونجاحه قبيل الانتخابات التشريعية في الاتحاد الأوروبي المقررة في يونيو/حزيران المقبل، وفقاً لمقال نشرته مجلة تايم الأميركية. يشير الكاتب إيان بريمر في المقال إلى نجاح رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، حيث استطاعت تحدي التكهنات التي تشير إلى قصر فترة بقائها في المنصب. وفي إسبانيا، تعرض رئيس الوزراء بيدرو سانشيز لانتقادات سياسية، وهو ما تسبب في حدوث اضطرابات، بينما حققت الأحزاب اليمينية في هولندا والبرتغال مكاسب بارزة.
يشير الكاتب إلى خشية الكثيرين من صعود السياسي المتطرف مارين لوبان وحزب التجمع الوطني الفرنسي المناهض للمهاجرين. ويشير تقرير سابق صادر عن فريق التفكير التابع للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إلى ارتفاع نسب اليمين على حساب الوسط وأحزاب الخضر. ويتوقع التقرير تصدر الشعبويين نتائج الانتخابات في عدة دول أوروبية، مما يثير مخاوف بشأن زيادة قوتهم في البرلمان الأوروبي والحكومات المحلية.
ويرى بريمر أن تقدم حزب التجمع الوطني الفرنسي في استطلاعات الرأي يعكس تفوقه على تحالف حزب الرئيس ماكرون، وذلك بدعم من الناخبين الذين يعانون من ارتفاع الأسعار وخطط الإصلاح الغير شعبية وقلة الحماس السياسي. ويشير أيضاً إلى أهمية الدور الذي قد يلعبه قادة اليمين المتطرف مثل خيرت فيلدرز من هولندا وأوكامورا من التشيك ومارين لوبان في فرنسا.
ولو ربح حزب التجمع الوطني بأغلبية في انتخابات يونيو/حزيران المقبل، قد يؤدي هذا إلى انتخابات برلمانية في فرنسا، وربما تصاعد لوبان إلى رئاسة الوزراء. ويشير بريمر إلى سيناريو قد يبدأ بسحب الثقة من حكومة أتال، الحليف لماكرون في البرلمان، مما يجعل من الممكن تنظيم انتخابات جديدة. وفي حال فازت هذه الخطوة، قد يعمد ماكرون إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية واختيار رئيس وزراء جديد قبل تنظيم الانتخابات وفقاً للقانون الفرنسي.
الضغوط المتزايدة لإجراء تصويت بحجب الثقة عن الحكومة قد تدفع ماكرون إلى حل البرلمان وتنظيم انتخابات جديدة، وفقاً لبريمر. وإذا كانت الفرصة متاحة، قد يحقق حزب التجمع الوطني بزعامة لوبان نتائج جيدة تسمح له بالمطالبة بتشكيل الحكومة أو ربما بلوبان نفسها تصبح رئيسة الوزراء. وذلك يشير إلى تزايد المخاوف من تعاظم النفوذ الشعبوي اليميني في الساحة الأوروبية والتحديات التي يطرحها هذا الاتجاه المتزايد.
