تحذر المنسق الأممي للإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، من وقوع مجاعة في قطاع غزة نتيجة لإغلاق المعابر وطرق المساعدات الحيوية بسبب الهجوم الإسرائيلي على رفح. وأشار غريفيث إلى أن نفاذ الوقود سيمنع وصول المساعدات، وأن المجاعة التي تهدد المنطقة الآن ستكون واقعية ومدمرة. وأكد أن النتائج ستكون صعبة جدًا ومروعة، ما يجعل القلق العالمي مبررًا.
وفي اجتماعات مع مسؤولين قطريين، أوضح غريفيث أن إغلاق المعبر الحدودي مع مصر يعني عدم وصول المساعدات الحيوية للمحتاجين بسهولة، وأن المساعدات التي تصل إلى شمال غزة عبر معبر إيريز قد تعتبر الوسيلة الرئيسية لتلك المناطق. كما أكد على أن النزاعات بالقرب من معبر رفح وكرم أبو سالم تجعل الطرق الحيوية غير متاحة عمليًا، ما يزيد من تعقيد وضع الإغاثة في القطاع.
توضح التقارير الواردة عن استمرار القصف والهجمات الإسرائيلية على أجزاء من رفح وشمال غزة، حيث تقوم الدبابات والطائرات الحربية بتنفيذ عمليات قصف وهجوم. قد تكون هذه الهجمات والقصف مؤشرًا على استمرار التوتر في المنطقة وتصاعد الأزمة الإنسانية التي تواجه سكان قطاع غزة. كما يشير غريفيث إلى أن إغلاق المعابر البرية الرئيسية يزيد من تعقيد الوصول للمساعدات الإنسانية، مما يجعل الطرق البحرية البديلة غير كافية لتلبية احتياجات السكان.
تبين أن هناك بعض إمدادات الإغاثة التي تصل إلى القطاع عبر رصيف عائم أقامته الولايات المتحدة، ورغم ذلك، يحذر غريفيث من أن الوصول البري للمساعدات هو الأمثل والأسرع لتلبية احتياجات السكان. ومع استمرار التوترات والمعارك في المنطقة، يتزايد الضغط على الشحنات البرية التي تحمل المساعدات وتهدد بعدم وصولها إلى المستفيدين بسرعة اللازمة.
على الصعيد الإنساني، يشير غريفيث إلى أن الوضع في قطاع غزة يتسبب في نزوح السكان بشكل متكرر، حيث يواجه الأشخاص خطر التهجير المتكرر بسبب التصعيد العسكري والهجمات الإسرائيلية. وبالرغم من الجهود الإنسانية المبذولة لدعم السكان المتضررين، إلا أن إغلاق المعابر والطرق الحيوية يجعل وصول المساعدات أمرًا صعبًا ومعقدًا، ما يزيد من معاناة السكان في تلك المنطقة المحاصرة.
في النهاية، يعتبر الوضع الإنساني في قطاع غزة بمثابة كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، وذلك نتيجة للاشتباكات المستمرة وإغلاق المعابر والطرق الحيوية. ويرى غريفيث أن الحل الوحيد للتخفيف من تلك الأزمة هو فتح المعابر وتسهيل وصول المساعدات للمناطق المحتاجة بسرعة، لتجنب وقوع كارثة إنسانية جديدة في قطاع غزة. يجب على المجتمع الدولي أن يتدخل بسرعة لتقديم الدعم الضروري والمساعدة في تخفيف معاناة السكان المتضررين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كل من يحتاجها في القطاع.













