Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

في عام 2016، هرب خالد من وسط سوريا بعيدًا عن المعارك مع الأمل في العودة خلال أسابيع، ولكن بعد ثماني سنوات، لا يزال عالقًا في مخيم الركبان في ظروف قاسية في منطقة صحراوية قاحلة. يوجد هذا المخيم عند مثلث الحدود بين سوريا والعراق والأردن، ومنعزل تمامًا عن المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة السورية. يعاني سكان المخيم من نقص في الغذاء والخدمات الصحية ويعيشون في غرف طينية تعتمد على مساعدات مالية تأتي من خارج المخيم من خلال التهريب.

أُنشئ مخيم الركبان في عام 2014 كملاذ للسوريين الذين فروا من تنظيم “داعش” وقصف القوات الحكومية، وكان يضم في الذروة أكثر من مائة ألف شخص. ومع إغلاق الأردن لحدوده عام 2016، عاد العديد إلى المناطق تحت سيطرة الحكومة السورية بسبب نقص الخدمات والظروف الصعبة. يعود السبب الرئيسي في عدم قدرة السكان على مغادرة المخيم إلى تشديد الإجراءات عند الحواجز الحكومية على الطرق المؤدية إلى المنطقة.

يواجه سكان المخيم صعوبات في تلقي العلاج الطبي خارج المخيم نظرًا لتكاليف الوصول إلى المستشفيات عبر طرق التهريب التي ترتفع إلى 1600 دولار، بدون احتساب تكاليف العلاج. ويحتاجون بشدة إلى تدخل طبي من متخصصين لحالات مثل الولادة القيصرية. يعتمدون على المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر لجلب المساعدات والرعاية الطبية لهم.

العديد من سكان المخيم يخشون العودة إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية بسبب المخاطر التي يمكن أن يواجهوها، مثل الاعتقال أو الخدمة العسكرية. بعد أن هرب من الخدمة العسكرية، تجدر الإشارة إلى أن هناك سوريين قليلين يتم نقلهم من وإلى المخيم من قبل الأردن، ويعودون بعد إطلاق سراحهم بتهم مختلفة.

يعيش سكان المخيم في ظروف قاسية تشبه السجن، بعدما أصبحوا معزولين عن العالم الخارجي ولا يمكنهم الخروج منه. تستمر معاناة سكان المخيم في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في المنطقة، وتصاعد الصراعات والمخاطر التي قد يواجهونها لو قرروا العودة إلى مناطقهم الأصلية في سوريا. تسعى المنظمات الإنسانية المعنية بحقوق اللاجئين والمهاجرين إلى تقديم المساعدة والدعم لقاطني المخيم وتحسين أوضاعهم المعيشية.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.