في مناقشة خاصة حول دور الشعر في إيصال صوت المرأة والبوح بمشاعرها وهمومها، أكدت كاتبات وأديبات أن المرأة أبدعت في نظم الشعر العربي الحديث، وتجربتها تشكل امتداداً للتراث العربي القديم. جلسة حوارية بعنوان «المرأة كمبدعة في الشعر العربي المعاصر» نظمتها «هيئة الشارقة للكتاب» ضمن فعاليات الشارقة أول ضيف عربي على «معرض سالونيك الدولي للكتاب 2024» في اليونان، استضافت خلالها الكاتبة والناقدة الإماراتية زينب الياسي، والكاتبة والمترجمة اليونانية بيرسا كوموتسي، وأدارتها الصحافية ماريا سامولاذا.
وبدأت الدكتورة زينب الياسي بالتأكيد على أن الأدب الإماراتي النسائي يمتلك موضوعات تمثل امتداداً لتاريخ الأدب العربي، فالشاعرة الإماراتية تناولت الذات، وفهم الكون، ومن ثم اتجهت إلى موضوعات ذات بعد إنساني، سواء الحب، أو الفقدان، أو غيرها من الموضوعات. أكدت أن المرأة ابنة المجتمع، وتتأثر بالمتغيرات التي تواجهه، وانعكس ذلك بصورة عامة على نتاجها الشعري.
من جهتها، بيرسا كوموتسي، مترجمة الأدب العربي، أكدت أهمية الشعر ودوره المحوري في التجربة الإنسانية، مشيرة إلى أنها خلال سنوات طويلة من عمرها تخصصت في الترجمة من اللغة العربية إلى اليونانية، ووجدت خلال هذه الرحلة الكثير من التجارب النسائية الشعرية التي تستحق الاحتفاء، وهي فعلاً تجارب مميزة. ورداً على سؤال حول أثر الحوار بين الحراك الثقافي الإماراتي واليوناني، أشارت إلى أهمية وجود حوار بين المشهد الثقافي الإماراتي والعربي واليوناني، معتبرة أن ذلك سينعكس في تبادل التجارب وترجمات مشتركة بين اللغتين.
أكدت زينب الياسي أن التطور في النتاج الأدبي للمرأة الإماراتية أخذ منحى تصاعدياً منذ تأسيس الدولة، حيث تبنت الدولة مشاريع ثقافية كبيرة، ودعمت الحراك الثقافي والإبداعي، وقد ظهرت العديد من المؤسسات الثقافية التي ساهمت في تعزيز تجربة النساء في المجال الشعري. وأوضحت أن ارتفاع الأعداد المتعلمات والانفتاح على البحث والقراءة في الدولة ساهم في تقديم تجارب نسائية مميزة في الشعر والأدب بشكل عام.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت بيرسا كوموتسي إلى أن التجارب الشعرية النسائية تعتبر مهمة جداً، حيث يمكن من خلالها فهم الثقافات والحضارات، وأن الحوار بين الحراك الثقافي الإماراتي واليوناني يعتبر خطوة مهمة لتبادل التجارب والأفكار. وأكدت أن الشعر له قدرة فائقة على نقل الصوت الإنساني والاحتفاء بتجارب النساء في مجال الكلمة.
