قد أبهرت الشفق القطبي الشمالي والجنوبي سكان الأرض في الآونة الأخيرة بألوانه المختلفة التي أضاءت السماء ليلاً حتى وصل تأثيره إلى المكسيك وجنوب أوروبا وإفريقيا، لكن على المسؤولين عن حماية المنشآت الأرضية الخاضعة للخطر بسبب العواصف الشمسية أن ينتبهوا إلى التهديدات الكامنة خلف هذه الألوان الجميلة. فالعواصف الشمسية يمكن أن تؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطل الشبكات الكهربائية والأقمار الاصطناعية، بالإضافة إلى تعريض رواد الفضاء لإشعاعات خطرة.
وقد انتقد منسق برنامج السلامة الفضائية في وكالة الفضاء الأوروبية الخطر الكامن وراء الجمال الذي يعرض حياة البشر للخطر. ويشير مسؤولون آخرون في هذا المجال إلى أن العواصف الشمسية يمكن أن تحمل تأثيرات ضارة قد تتسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية والمرافق الحيوية على الأرض.
ولقد شهدت العواصف الشمسية التي حدثت يومي 11 و12 مايو فصلاً من العواصف المغناطيسية القوية التي لوّنت السماء وأضاءتها بانتشار الألوان، مما أسفر عن انقطاع التيار الكهربائي في السويد وألحقت أضرارًا بشبكات في جنوب إفريقيا.
ويشير الخبراء إلى أهمية التعامل مع هذه العواصف، حيث تحدث عن الضرر الذي يمكن أن تلحقه على الأقمار الاصطناعية والتكنولوجيا الفضائية بشكل عام، وكيف يمكن لهذه العواصف أن تعرض الإنسانية للخطر عندما يكونوا في الفضاء.
وفي النهاية، يتوقع الخبراء أن تزداد أعداد وشدة العواصف الشمسية مع اقتراب الشمس من ذروة نشاطها، مما يجعل العالم بحاجة إلى تعزيز الاستعداد والتأهب للتعامل مع هذه الظواهر الطبيعية القادمة. وينصح الخبراء باتخاذ إجراءات وقائية بما في ذلك تعزيز شبكات الطاقة وتجهيز المستلزمات الضرورية للبقاء على قيد الحياة في حالة انقطاع الكهرباء لفترات طويلة.