واحدث رحلة اللاجئ عبد النفير من شمال غربي سوريا إلى النيجر امتثالاً لدعوة شركة أمنية تركية خاصة للمشاركة في الهجوم، حيث سافر مع مئات من المقاتلين الموالين لتركيا للحصول على فرص عمل وحياة أفضل في بلد أفريقي جديد. ويعود هذا القرار إلى صعوبة الحياة في سوريا، حيث يكون الراتب غير كافٍ ولا يكفي لتوفير لقمة العيش مما دفعهم إلى البحث عن فرص أخرى.
وتأتي هذه الخطوة بعد إرسال العديد من المقاتلين السوريين إلى ليبيا وأذربيجان في السنوات السابقة، حيث يتم إرسالهم عن طريق شركة “سادات” التركية للاستشارات الدفاعية للمشاركة في النزاعات خارج الحدود السورية. وتقوم هذه الشركة بتنظيم عقود لمدة ستة أشهر مع المقاتلين السوريين وتوفير التدريب والنقل لهم إلى البلدان التي تحتاج إلى تواجدهم.
وبعد التدريب والتجهيز، يتم نقل المقاتلين السوريين إلى النيجر لتأمين وحماية منجم غير معروف يتبع لشركات تركية. وينقسم المقاتلون إلى مجموعات مختلفة لأداء مهام الحراسة أو المشاركة في القتال ضد المتمردين. وتظهر بعض المعلومات عن وجود مقاتلين يشتبه في ارتباطهم بجماعات متطرفة في المنطقة.
ويواجه المقاتلون السوريون الذين يقاتلون في النيجر تحديات كبيرة، بما في ذلك خطر الموت والاعتداءات من قبل جماعات متشددة، بالإضافة إلى تأخر تركيا في دفع الرواتب المتفق عليها وتقديم تعويضات لعائلات المقاتلين المتوفين. كما يتم استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة لشباب سوريا في مناطق سيطرة تركيا لتجنيدهم كمرتزقة في النزاعات خارج الحدود السورية.
ويعتبر توجيه المقاتلين السوريين إلى النيجر خطوة استراتيجية لتركيا في تعزيز علاقاتها مع الحكم العسكري في هذا البلد الإفريقي، وتوسيع تأثيرها ونفوذها في مناطق جديدة. ويشير المحللون إلى أن تركيا تسعى للتقرب من أنظمة الحكم العسكري في المنطقة، وبناء علاقات دفاعية واقتصادية معها، مما يجعلها شريكاً مهماً وموثوقاً في هذه البلدان.
ويعبر مقاتلون سوريون عن تحفظهم وخوفهم من الموت والمخاطر التي تحيط بهم، ولكنهم يرىون في هذه الفرصة فرصة لتحسين أوضاعهم المادية وتوفير حياة أفضل لأنفسهم وعائلاتهم. ورغم التحديات التي يواجهونها، إلا أنهم يعتبرون المخاطر المحتملة مقابل الفرص التي يمكن أن تأتي لهم كماغنية لتحقيق أهدافهم ورغباتهم.













