اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الصيني شي جين بينغ أمس الخميس على تعميق “شراكتهما الإستراتيجية” واتهما الولايات المتحدة بمحاولة “انتهاك التوازن الإستراتيجي” في الشؤون العالمية. وأصدر الرئيسان بيانا مشتركا يشير إلى رفضهما لأي محاولات لعرقلة تطور العلاقات الروسية الصينية والتدخل في شؤونهما الداخلية. وتتحدث الوثيقة عن “تعميق الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي ودخول حقبة جديدة”.
البيان الروسي الصيني المشترك أشار إلى إستمرار التزام روسيا بمبدأ “صين واحدة” ورفضها أي استقلال لتايوان، مع تأييد قوي لتدابير الجانب الصيني لحماية سيادته. وبالرغم من مخاوف زيادة الضغط على تايوان، فإن أي محاولة للمطالبة بالجزيرة بالقوة العسكرية ستكون مهمة محفوفة بالمخاطر. ويتجلى هذا في رؤية الغرب لطموح بوتين في أوكرانيا والمجلة البريطانية تطرح تساؤلًا حول استئناف الحرب الباردة.
هدف بوتين التالي في قمة البريكس لعام 2024 يتمثل في استخدام الكتلة المكونة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ومصر وإثيوبيا والإمارات لموازنة هيمنة المؤسسات المالية الغربية. وسيكون محوراً في هذه القمة “التخلص من الدولار”، بهدف تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في التجارة والتمويل الدوليين. تظهر المجموعة الروسية الصينية تمسكها بالتعاون والتحالف ضد الولايات المتحدة التي تسعى للهيمنة.
من الملاحظ أن الرئيسين يعبران عن رفضهما لأي تدخل خارجي يهدد العلاقات الثنائية بين روسيا والصين وعن تأكيد قوي على حقوقهما ومصالحهما المشروعة. وتظهر الإشارات من القيادتين الروسية والصينية تكاملهما في تحدي الهيمنة الأمريكية ورفض أي تدخل في شؤون دولهما الداخلية. يبقى السؤال عما إذا كانت هذه الشراكة ستستمر في تحالف ضد القوى الغربية أم سيكون هنالك انقسامات في المواقف.
يجدد بيان الرئيسين الروسي والصيني التأكيد على التعاون الاستراتيجي بين البلدين ورفض التدخلات الخارجية التي تهدد بالتوازن العالمي. ويعكس البيان رفض روسيا والصين لتدخل الولايات المتحدة في شؤون الدول الأخرى وتحدي هيمنتها. يتبقى لنرى كيف ستتطور العلاقات الروسية الصينية وكيف سيستمر التحالف في مواجهة التحديات المستقبلية لهيمنة القوى الغربية.