تعاني المنافسة الثقافية من الانتقادات والتحامل بين المثقفين والمبدعين في المجتمع، حيث يقول الشاعر هاشم الجحدلي إن التحامل قد يكون ظاهرة شبه صحية عندما يتعلق بالاختلاف في الرؤى والآراء. ويرى أنه يُعرَف بأنه موقف جمالي ونقدي حين يتبنى شخص معين وجهة نظره في الإبداع والنقد، ولكن يجب ألا يصبح ذلك سببًا للضغينة أو الحسد. بينما تؤكد الشاعرة سمر الشيخ أن المبدع الحقيقي يجب أن يرتقي روحيًا ويتجاوز التحامل والغيرة في مجال الإبداع، مشيرة إلى أن الروح غير محدودة ويجب على المبدع التعبير عنها بحرية.
من جهته، يرى الناقد الدكتور حسين المناصرة أن التحامل بين المبدعين يعود إلى الصراعات والتنافسات الثقافية التي تملأ تاريخ العالم العربي والعالمي. ويشير إلى أن هذه التنافسات قد تؤدي إلى تكوين “شلليات” تروج للإبداع الخاص بها وتقلل من تقدير الآخرين. ويعتبر أن هذه الظاهرة السلبية تطفو على السطح في الصحافة والأحداث الثقافية، مما يعكس نقصًا في الموضوعية والمنهجية في التعبير عن الرأي.
ومن ناحية أخرى، يعزو الشاعر علي الحازمي التحامل بين المبدعين إلى شعورهم بالنقص في ذواتهم الأدبية، مشيرًا إلى وجود صراعات دون أسباب واضحة قد تؤدي إلى تقليل من قيمة الآخرين. ويعتبر أن هذه الصراعات تعكس طبيعة الذات البشرية واستعدادها للانزواء عند التعرض للتحديات.
فيما يرى الكاتب محيي الدين جرمة أن التحامل بين المبدعين يعكس مشكلات نفسية في المقام الأول، مشيرًا إلى أن الإبداع يتطلب صفاءً وروحًا نقية تخلو من التهجم والانغماس في المشاكل النفسية. ويضيف أن الإبداع يجب أن يرتقي بصاحبه فوق مستوى التحامل والهجومية، وأن يكون مبدعًا حقيقيًا يبحث عن التفاهم والتعاون بين الأدباء والمثقفين.
بشكل عام، يُظهر تحليل الرأي العام لهذه المسألة أن التحامل بين المببعين قد يعود إلى الصراعات الثقافية والتنافسات المستمرة في المجتمعات العربية والعالمية. ويكون ذلك نتيجة للمنافسة والغيرة بين المثقفين والشعراء على المكانة والتقدير في المجتمع، وعدم القدرة على التعاون والتفهم المتبادل بينهم. ولهذا يجب تعزيز قيم التفاهم والاحترام المتبادل بين المبدعين وتعزيز الروح الإيجابية في مجال الإبداع والثقافة.
