يتعين أن تكون القمة العربية التي تعقد اليوم في البحرين قمة لصنع القرارات بدلاً من الاكتفاء بالتوصيات، نظرًا للتطورات الخطيرة التي تشهدها عدة مناطق في العالم العربي والتي قد تهدد الجميع في حال استمرارها. يجب أن تضع القمة الأمانة على عاتقها في التعامل مع هذه التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تتصاعد بسرعة، وتوجيه جهود مشتركة لمواجهتها بفعالية.
من المتوقع أن تكون أحدث أولويات القمة العربية مأساة غزة، التي أدت إلى تحريك القضية الفلسطينية في اتجاه جديد بعد الجهود التي بذلت في قمة الرياض. ومع استمرار توسيع إسرائيل دائرة الحرب في المنطقة، يجب على القمة التدخل بقوة لوقف الأعمال العدوانية وتحقيق الاستقرار الإقليمي. من الضروري أيضًا تحسين الوضع الداخلي في فلسطين من خلال توحيد الصفوف وتعزيز السلطة المحلية.
في سياق آخر، يشهد العالم العربي تصاعدًا في الأوضاع السياسية والأمنية نتيجة لغياب الدولة المركزية، وامتداد الحروب الداخلية والتدخلات الخارجية. ومع استمرار الانقسام والفوضى في اليمن والسودان وليبيا ولبنان وسوريا والعراق، ينذر هذا الوضع بتفاقم الأزمة وتشتيت الجهود العربية، مهددًا الأمن الإقليمي بشكل عام.
تعاني كثير من الدول العربية من صعوبات اقتصادية وتنموية بسبب نقص التوازن وغياب الأمن والاستقرار، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد والجهود اللازمة للمشاريع التنموية. يجب على الدول العربية تحمل مسؤولياتها في توفير الأمن والاستقرار للمواطنين، ومنع تداعيات الانقسام والفوضى التي تصبح مصدر تهديد للأمن الإقليمي.
إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأوضاع الصعبة في العالم العربي، فإنها قد تتفاقم بشكل كبير وتتجاوز قدرة الدول والمنظمات الدولية على التحكم بها. لذلك، يجب على القمة العربية اتخاذ إجراءات فعالة لدعم الدول المتأثرة وتعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة. على الدول الأعضاء في القمة تبني مواقف قوية وتعزيز التعاون للمساهمة في السلام والاستقرار في المنطقة.















