كشف تحقيق لصحيفة “إندبندنت” البريطانية عن مشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن في المجاعة الكارثية التي يعاني منها قطاع غزة. وأظهر التحقيق أن إدارة بايدن واجهت أخطاء، فشلت في الاستفادة من الفرص المتاحة، وقامت بخيارات سياسية أدت إلى حدوث المجاعة. واستند التحقيق إلى وثائق مسربة وشهادات من مسؤولين حاليين وسابقين وشهود عيان، مما رسم صورة قاتمة للكارثة التي كان بالإمكان تفاديها بشكل كامل.
وبحسب التحقيق، انتقدت حوالي 19 مذكرة داخلية في وكالة تنمية الولايات المتحدة الدعم الأميركي للحرب على غزة. ونقلت واحدة من هذه المذكرات التي صيغت في هذا الشهر دعوة إلى إدارة بايدن لإنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة، الذي يعد سببًا رئيسيًا لحدوث المجاعة. وأشارت الصحيفة أيضًا إلى تصريحات مسؤولين أميركيين، بعضهم سابقون، التي تفيد بأن واشنطن سمحت لإسرائيل بإحداث المجاعة في غزة من خلال عدم تسهيل دخول المساعدات، ورفض إدارة بايدن ضغط إسرائيل لتقديم مساعدات كافية.
تظهر الوثائق المسربة والشهادات المقدمة في التحقيق أن هناك فرصًا كان بالإمكان الاستفادة منها لتفادي المجاعة في شمال غزة، لكن إدارة بايدن فشلت في اتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع هذا الكارثة. وأدى تجاهل مطالب بإيقاف الحصار الإسرائيلي وتسهيل دخول المساعدات إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث تعاني السكان من نقص شديد في المواد الغذائية والدواء والمياه النظيفة.
وتشير التقارير إلى أن إدارة بايدن كان لديها الوسائل والسلطة لمنع نشوب المجاعة في غزة، لكنها لم تتخذ الإجراءات الضرورية. ومن المؤكد أن هذا التقصير سيثير انتقادات واسعة على المستوى الدولي، حيث يجب أن تكون الولايات المتحدة في مقدمة الدول التي تعمل على منع الكوارث الإنسانية ومساعدة الشعوب المحتاجة.
وفي ختام التحقيق، يظهر بوضوح أن إدارة بايدن لم تتخذ الإجراءات الكفيلة بمنع المجاعة في غزة، بل على العكس تمامًا، يبدو أنها سمحت لها بالحدوث بسبب تجاهلها لمطالب تسهيل دخول المساعدات وإنهاء الحصار الإسرائيلي. ومن المهم استخلاص الدروس من هذه الفشلة لضمان عدم تكرارها في المستقبل، والعمل على تقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني المعاني.















