احتفظ مهرجان «كان» بلمسة سياسية واضحة، حيث تم منع المظاهرات في المدينة وسادت أجواء مشحونة بالتساؤلات حول الصراعات السياسية في الشرق الأوسط، مع وجود الحرب الأوكرانية والحرب الغزاوية في الأفق، على الرغم من رغبة محافظ المدينة في تجنب القضايا السياسية. تحديًا يواجه الدورة الحالية من المهرجان هو تحقيق التوازن بين التركيز على الأفلام والابتعاد عن المسائل الجدلية.
رئيسة لجنة التحكيم غريتا غيرويغ قدمت إشارات إيجابية بشأن حركة “Me Too#”، ورغبة في الحفاظ على التواصل وتغيير ملحوظ في صناعة السينما. من ناحية أخرى، أعلنت مجموعة “مي تو” استعدادها للاحتجاج ضد قضايا التحرش وعدم المساواة التي تعاني منها صناعة السينما الفرنسية.
رغم التركيز على الأفلام وعدم التفاعل مع القضايا الجدلية، يظهر المخرج الإيراني محمد رسولوف كمثال على السياسة التي تظل تتسلل إلى مجال الفن، حيث يوجد تقرير بأنه قد هرب إلى بلد غير محدد بسبب حكم سجن بحقه بسبب نقده للسياسة في إيران.
فيلم الأفتتاح “الفصل الثاني” من إخراج كوينتن دبيو يعرض جلسة حوار طويلة في مطعم ريفي، تتناول قضايا مثل دور الفنان وعلاقته بالمشاهدين، وتحديات التعامل مع التكنولوجيا. يتناول الفيلم تطور شخصياته وتبلورها عبر مشاهد يخرج فيها الممثلون من الشخصيات الخيالية إلى حياتهم الحقيقية، مع تحول المكان نفسه إلى دور مسرحي يعكس تفاعل الشخصيات.
على الرغم من إعلان المهرجان تركيزه على الأفلام وتجنب المواضيع الجدلية، يظل التوازن بين الفن والسياسة مستحقاً للانتباه. تظل القضايا السياسية والاجتماعية تلعب دوراً حيوياً في الفن وتحدد اتجاهاته وتأثيراته على الجمهور والمجتمع بشكل عام.














