تأييد حكومة سلوفاكيا لخطة بناء مفاعل نووي جديد في محطة جاسلوفسكي بوهونيس يعكس التوسع النووي الأخير في وسط وشرق أوروبا. واعتمدت الحكومة السلوفاكية الخطة يوم الأربعاء لبناء مفاعل نووي جديد بطاقة إنتاجية متوقعة تبلغ 1200 ميجاوات، وذلك في محطة جاسلوفسكي بوهونيس حيث تشغل الشركة النووية سلوفين سلوفاكيا وحدتين نوويتين. وقالت الحكومة إن وزراءها المالية والاقتصاد سيعملون على وضع التفاصيل بحلول نهاية أكتوبر. وكانت وزيرة الاقتصاد دينيزا ساكوفا قد قالت سابقًا إن شركة الطاقة الروسية روساتوم لن تُسمح لها بالمشاركة في المناقصة المحتملة لبناء الوحدة. تعتمد سلوفاكيا على النووية لأكثر من 50% من إنتاج الكهرباء في البلاد.
ويعكس هذا القرار التوسع النووي الأخير في أوروبا الوسطى والشرقية، حيث تسعى التشيك الجارة إلى بناء ما يصل إلى أربعة مفاعلات نووية. وتنافس شركتا الدولة الفرنسية EDF ومؤسسة الطاقة النووية الكورية KHNP على المشروع. كما أبرمت بولندا اتفاقًا مع شركة وستنغهاوس لبناء أول محطة توليد للطاقة النووية في البلاد، بينما ستبني روساتوم المجر الوحدات الخامسة والسادسة لديها.
وتأتي هذه الخطوة تحت حكم رئيس الوزراء الشعبوي روبرت فيتسو، الذي فاز حزبه اليساري سمير في الانتخابات العامة في سبتمبر على منصة مؤيدة للروسية ومعادية للأمريكية. وقال فيتسو إن “الطاقة النووية هي عنصر أساسي في اقتصاد سلوفاكيا ولا يمكن أن نفقد القدرة على شراء”، في إشارة إلى ضرورة توسيع القطاع النووي في البلاد لضمان استقرار الكهرباء.
ويأتي هذا القرار بالتزامن مع استعدادات الحكومات في أوروبا الوسطى والشرقية لتعزيز القطاع النووي كمصدر أساسي للطاقة. فعلى الرغم من الاعتراضات والمخاوف من السلامة النووية، يعتبر العديد من الدول أن الطاقة النووية هي الحل الأمثل لتحقيق أهداف الطاقة المستقبلية. ومع التوسع في استخدام النووية في أوروبا، يعد بناء المفاعلات النووية الجديدة في سلوفاكيا ودول أخرى خطوة نحو توفير إمدادات الكهرباء وتحقيق الاستقلال الطاقي على المدى الطويل.
وتثير خطوة سلوفاكيا إقامة مفاعل نووي جديد في جاسلوفسكي بوهونيس تساؤلات حول جاذبية النووية كبديل نظيف ومستدام للطاقة التقليدية. فالكثير من الدول تعاني من تلوث البيئة الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري، وتسعى إلى الانتقال إلى مصادر طاقة نظيفة. ومن المنتظر أن تظهر تأثيرات هذا القرار على سياسات الطاقة العالمية، خاصة مع تصاعد التحديات البيئية وتغيرات المناخ، وزيادة الطلب على الكهرباء في الوقت نفسه.