وصلت إلى قناعاتي المتأخرة بعد زمن طويل من القراءة، والبحث، والمقارنة، حيث بدأت أدرك أن التقدم المعرفي مستمر ومتغير يوميًا. تعلمت أن العلوم الإنسانية قابلة للرفض أو القبول، وأنه يمكننا اتخاذ قرارات استندت إلى قناعاتنا الخاصة. بات الشك هو المحرك الرئيسي للبحث والتقصي، ولم أعد أقبل بالمعلومات إلا بعد قراءة كافية لمختلف وجهات النظر.
لا يجب على أحد السعي لهز قناعات الآخرين، وذلك لأنه يمكن لكل شخص أن يصل إلى قناعاته الخاصة دون تعدي على قناعات الآخرين. في هذا السياق، تختلف الأسئلة المثارة حول مدى فائدة الكتابة ونشر الوعي ونقض الأفكار، وإلى أي مدى يتعين على المثقف الدفاع عن رسالته وتعميمها. يجلب تشكك الكاتب في السيرة النبوية والأحاديث الدينية قضية التمحيص العميق وعدم الاعتماد العميى دون تحقق ودراسة.
في نهاية المقالة، يتذكر الكاتب المثل الشهير “كل يعيش بعقله”، ويؤكد على أن الإيمان هو نتاج بحث عميق يوصل المرء إلى قناعاته الخاصة. يجب على الباحثين عن الحقيقة البحث المستمر والتغيير في القناعات والايمان، دون اعتبار تلك القناعات كحقائق مطلقة. بمعطيات العلم تصبح حركة مستمرة لتحويل التفكير وزرع بذور جديدة للمعرفة.
إذا اعتمدنا فكرة أن الايمان والاقتناع هي حالات خاصة يصل إليها كل شخص ببحثه وتقصيه، فإنه يجب علينا التفكير في استقرار القناعات وتغييرها وفقا للمعرفة الجديدة التي نكتسبها. يتوجب علينا أن نحترم قناعات الآخرين ونفهم أن كل شخص يختلف في رؤيته للحقيقة والايمان. تبقى البحث والقراءة والنقد هي الوسائل الأساسية للوصول إلى قناعاتنا والبقاء على استقرارها.













