تشهد الحرب الروسية الأوكرانية تطورات هامة في موقع حاسم، حيث تمكنت القوات الروسية من تقدم سريع على محور خاركيف واحتلال مدينة فولتشانسك الأوكرانية، بالقرب من الحدود مع روسيا. يعتبر هذا الهجوم بداية لمعركة مصيرية قد تغير نتائج الحرب، ومن المتوقع أن تكون له تأثير كبير على كييف وحلفائها. وتحذر تصريحات عديدة من أن هناك احتمالا لانهيار خطوط الدفاع الأوكرانية إذا استمر الهجوم الروسي.
وفي سياق آخر، يشير الخبير العسكري يفغيني نورين إلى أن روسيا قد فتحت جبهة جديدة باتجاه خاركيف بسبب استمرار الاعتداءات الأوكرانية على المناطق الحدودية الروسية، مما ضغط عليها للرد بشكل عسكري للحفاظ على سلامة السكان والبنى التحتية. ومن الملاحظ أن الروس قد حصلوا على معلومات حول ضعف التحصينات العسكرية الأوكرانية في تلك المناطق، مما سهّل عملية الهجوم المفاجئ.
وبخصوص السيطرة على خاركيف، تمكنت القوات الروسية خلال الهجوم الأخير من الاستيلاء على عدة بلدات صغيرة بالقرب من الحدود الأوكرانية، وتحركت بعمق 5-6 كيلومترات في الأراضي الأوكرانية. كما أشار الخبير العسكري نورين إلى أن السيطرة على خاركيف تحمل عدة أهداف للجيش الروسي، منها تطهير المدينة من الجماعات المتطرفة وتقليل الضرر الناتج عن الهجمات الأوكرانية.
ويعتقد العقيد احتياط فيكتور ليتوفكين أن سيطرة الروس على خاركيف وأوديسا قد يساهم في سرعة الانتهاء من الحرب، عبر تشديد الضربات العسكرية على القوات الأوكرانية حتى توقيع اتفاق سلام بموافقة روسية. وتعكس تصريحات مسؤولين غربيين استعدادا لوقف الدعم لأوكرانيا، ما يشير إلى تغير مواقف غربية متجهة نحو انهاء الحرب بسرعة.
وفي تغيرات أخرى على الساحة السياسية الروسية، لا ترى الباحث في الشؤون الإستراتيجية رولاند بيجاموف أن تعيين وزير جديد للدفاع له علاقة بالتطورات الحالية، بل يعتبره تغييرا روتينيا في إطار استمرارية الحكم. ومع استمرار الحرب، يرى أنه من الضروري اتخاذ إجراءات عسكرية جديدة لحسم الصراع وإنهاءه.
