جراش هي قرية فلسطينية مقدسية تقع على مسافة 21 كيلومترًا إلى الغرب من مدينة القدس. تعد هذه القرية واحدة من القرى التي تعرضت للإهجار والتدمير من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال النكبة في عام 1948، حيث تم تهجير أهلها وتدمير كافة مبانيها وإخفاء معالمها. وفقًا للناشط المقدسي فادي الأنصاري، كانت مساحة القرية تقدر بنحو 3400 دونم وكان عدد سكانها يتراوح بين 200 و250 نسمة من ثلاث عائلات.
بعد النكبة، تم إجبار سكان قرية جراش على الهجرة في منتصف أكتوبر 1948، حيث لجأ بعضهم إلى الأردن بينما بقي آخرون في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وخاصة في بيت لحم. تعمل معظم هؤلاء اللاجئين في الزراعة وتربية المواشي، ومع ذلك، تم تدمير القرية بشكل كامل وأخفيت معالمها بشكل كبير عند احتلال القدس المقدسة في عام 1967.
تساهم قصة قرية جراش في تسليط الضوء على الأماكن التاريخية التي تم تدميرها وتهجير سكانها خلال الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. بالرغم من أن معظم القرى المهجرة لا تزال مدمرة وتحت الاحتلال الاسرائيلي، إلا أن جهود الناشطين المحليين مثل فادي الأنصاري تقوم بتوثيق هذه القرى المهجرة والمدمرة للمساهمة في الحفاظ على ذاكرة الأماكن التاريخية وتوثيق تاريخها من أجل الأجيال القادمة.
إن إعادة إحياء الذاكرة الجماعية للمواقع المهجرة والمدمرة في فلسطين تعتبر جزءًا مهمًا من تاريخ النضال الفلسطيني ومحاولة إعادة إحياء هوية الأماكن التي تعرضت للتهجير والدمار. تعد جراش وغيرها من القرى المدمرة علامات تاريخية لمظاهر تدمير الثقافة والتاريخ الفلسطيني من قبل السلطة الاحتلالية الإسرائيلية، ولذلك يجب الحفاظ على هذه الذاكرة وإحيائها من خلال العمل على توثيق تاريخ هذه القرى ونشره للعالم.
من المهم أن ندرك أن دور النشطاء المحليين مثل فادي الأنصاري يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على تاريخ القرى المهجرة والمدمرة في فلسطين، وهذا يأتي في سياق محاولة إحياء الذاكرة الجماعية والتأكيد على أهمية الحفاظ على التراث والثقافة الفلسطينية. يعتبر توثيق تاريخ هذه القرى وإظهاره للعالم الخارجي جزءًا من النضال من أجل العدالة واستعادة الحقوق المسلوبة للفلسطينيين، ولذلك يجب دعم هذه الجهود والعمل على تسليط الضوء على هذه القضايا ذات الأهمية الوطنية.














