أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه الشديد إزاء المعارك التي تجري في مدينة الفاشر السودانية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وناشد المتحاربين بالسماح للمدنيين باللجوء إلى مناطق آمنة. تعبر التقارير عن استخدام أسلحة ثقيلة في مناطق مكتظة بالسكان، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا ونزوح كبير للسكان في البلاد.
تعبر المنظمات الدولية عن قلقها تجاه وضع السكان في العاصمة الفورية شمال دارفور، الفاشر، الذين يتعرضون لخطر المجاعة والتداعيات المستمرة لأكثر من عام على الحرب في المنطقة. وقد دعا غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار وضرورة توفير المساعدات الإنسانية بدون عوائق. كما ناشد الطرفين النزاعيين بالسماح للمدنيين باللجوء إلى مناطق آمنة.
تشهد مدينة الفاشر اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أسابيع، مما أدى إلى تزايد العنف وتهديد أمن السكان. تعتبر الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ومركز إقليم دارفور، وتضم أكثر من 800 ألف نازح. ورغم أن المدينة نجت من المعارك لحد الآن، إلا أن القرى المحيطة بها تشهد اشتباكات منتصف أبريل الماضي.
الأوضاع في مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور تزداد سوءا، حيث اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السريع في السودان بارتكاب “تطهير عرقي” وجرائم قتل. كما عبرت المنظمة عن مخاوفها من تكرار حوادث الإبادة في المنطقة. وقد رفعت الأمم المتحدة قلقها حيال الأوضاع الإنسانية في مدينة الجنينة وحثت على وقف الجرائم ضد الإنسانية.
يشتد الصراع في الفاشر مع تواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي تنفذ هجمات واسعة على القرى الغربية للمدينة. وتبقى الفاشر مركزا رئيسيا للمساعدات في إقليم شمال دارفور، الذي يعيش فيه ربع سكان السودان. الأمم المتحدة تقول إن الاشتباكات الدائرة في الفاشر أودت بحياة 27 شخصا على الأقل وجرح 130 آخرين.
يشارك في الاشتباكات في الفاشر، حركات مسلحة وقعت اتفاق سلام جوبا مع الحكومة في عام 2020، بالإضافة إلى الجيش السوداني. وتعتبر هذه المعارك الأخيرة تهديدا لاستقرار المنطقة وسلامة السكان، الذين يتعرضون لخطر المجاعة وتشبع النزوح بسبب النزاعات المستمرة. يجدد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته لوقف النزاع وتأمين المساعدات الإنسانية، ونجاح الطرفين النزاعيين بالسماح للمدنيين باللجوء إلى مناطق آمنة.
