أحدث تصرفات الرئيس الأميركي جو بايدن ضجة كبيرة في الأسبوع الماضي، حيث هدد بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل في حالة غزو مدينة رفح. ورغم أن هذا الإجراء لفت الانتباه إلى تدهور العلاقة بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإنه ليس الأول الذي يسحب خطاً أحمر لإسرائيل. فقد واجه رؤساء أميركا السابقون تحدٍ مماثل.
خلال أزمة السويس في العام 1956، هدد دوايت أيزنهاور إسرائيل بفرض عقوبات إذا استمرت في احتلال شبه جزيرة سيناء. وكذلك في عام 1953، قامت إدارته بتأخير تمويل لإسرائيل بسبب مشروع للطاقة الكهرومائية. أما رونالد ريغان فقام في عام 1981 بتأخير شحنتين من الطائرات المقاتلة لإسرائيل بسبب تصاعد العنف، وفي عام 1983 هدد بوقف تسليم الطائرات إليها إذا لم تنسحب من لبنان.
أما جورج بوش الأب فقد هدد في عام 1992 بوقف تسليم ضمانات قروض لإسرائيل إذا واصلت بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. ويرى مراقبون أن تصرفات بايدن تأتي في سياق تقليد رؤساء أميركا السابقين في تحديد خطوط حمراء لإسرائيل، وأنها تعكس تحولاً في العلاقة بين البلدين.
وفي الوقت الحالي، تباينت ردود الفعل على تصرفات بايدن بين الإشادة والانتقاد، حيث وصف بعض الجمهوريين تصريحاته بأنها خيانة لإسرائيل، بينما أثنى الديمقراطيون التقدميون على القرار. ومع استمرار توتر العلاقة بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي، يبقى السؤال حول مدى تأثير هذه التصرفات على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في المنطقة.
تعتبر هذه الخطوات من قبل بايدن وسابقيه خطوات تستهدف تحديد العلاقة مع إسرائيل وضمان احترام الحقوق الإنسانية في المنطقة. وبالنظر إلى سجل الرؤساء الأميركيين السابقين في هذا المجال، يبدو أن تصرفات بايدن قد تأتي كخطوة جديدة في تغيير الديموقراطية الأميركية تجاه إسرائيل.
وبالنظر إلى الردود المتباينة من الجمهوريين والديمقراطيين، يبقى القرار النهائي فيما إذا كانت الخطوات التي اتخذها بايدن ستعمل على تحسين العلاقة بين البلدين أم ستفاقم التوتر. وبالتالي، يجب متابعة تطورات العلاقة بين البلدين وتقييم تأثير هذه الخطوات على الوضع السياسي في المنطقة.
