أشعلت وفاة أحد موظفي “بنك أوف أمريكا”، موجة غضب واسعة في شارع “وول ستريت” المالي الأمريكي، حيث ارتبطت وفاة الشاب ليو لوكيناس (35 سنة) بسبب الضغط العملي الكبير الذي يفرضه المصرف عليهم. وفقًا لتقرير من “نيويورك بوست”، يجبر الموظفون على العمل 100 ساعة في الأسبوع، وكثافة العمل كانت تشكل عبئًا كبيرًا على لوكيناس الذي لم يتمكن من تحمله وتوفي بسببه.
توجه الموظفون بتهمة القتل غير العمد نحو مديرهم غاري هوي، الذي كان يدير الفريق الذي كان يعمل فيه لوكيناس. وتسببت هذه الحادثة في إغلاق حسابات هوي على وسائل التواصل الاجتماعي، نتيجة للضغط الكبير الذي تعرض له من قبل زملائه. الأمر الذي قد يؤدي إلى احتمالية إضراب من قبل الموظفين تضامنًا مع الزميل الذي فقد حياته بسبب ظروف العمل القاسية.
تسلط هذه الحادثة الضوء على ثقافة العمل السامة في بعض الشركات الكبيرة، التي تضع ضغطًا كبيرًا على الموظفين دون مراعاة لصحتهم النفسية والجسدية. وقد أدت هذه السياسات إلى تأثير سلبي على حياة العمال، وفي بعض الحالات إلى وفيات مؤسفة كما حدث في حالة لوكيناس، الذي تم تشييع جثمانه في غضون أيام قليلة من وفاته.
يجب على الشركات النظر في سياساتها وضمان توفير بيئة عمل صحية ومواتية للموظفين، حتى لا تتكرر حوادث مثل وفاة لوكيناس. يجب وضع حد للضغط العملي المفرط وتعزيز ثقافة الاحترام والتوازن بين العمل والحياة الشخصية، تجنبًا للتأثير السلبي على صحة العمال وسلامتهم.
على الرغم من القوانين التي تنظم ساعات العمل وشروط العمل في الشركات، إلا أن هذه الحالات تكشف عن وجود تجاوزات وانتهاكات ترتكب ضد العمال، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. من المهم بذل المزيد من الجهود لحماية حقوق العمال وضمان سلامتهم في بيئة العمل، وضرورة معاقبة المسؤولين عن سياسات العمل القاسية التي تضر بصحة وسلامة العمال.
بما أن هذه الحوادث ليست نادرة في عالم الأعمال، يجب أن يكون لدى الشركات استجابة فورية لأي انتهاكات تحدث داخل مؤسستها، وتحمل المسؤولية كاملة تجاه موظفيها. إذ تعتبر العمالة أحد أهم أصول الشركة، ويجب على الإدارة الاهتمام بسلامتهم ورفاهيتهم، والتأكد من أنهم يعملون في بيئة آمنة وصحية.















