بنيت العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي على بحيرة تستقبل أمطاراً أكثر مما تتلقاها لندن، لكن نظام الإمداد سيئ للغاية لدرجة أن المنازل تنقطع عنها المياه لأسابيع، ويخشى السكان من المستقبل القريب عندما تحين ساعة «الصفر»، وهي الانقطاع الكلي للمياه عن المنازل. تعود أسباب هذه الأزمة إلى مزيج من البنية التحتية المتداعية وسوء الإدارة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة والتوسع السكاني، مما أدى إلى وصول المدينة إلى نقطة الانهيار بالنسبة لموارد المياه.
ويشعر السكان بالغضب بسبب اضطرارهم إلى إنفاق مبالغ متزايدة على المياه، بينما يحتفظ الأثرياء بامتلاء حمامات السباحة والبحيرات الاصطناعية الخاصة بهم. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة كبيرة من المياه التي توزعها المدينة تضيع بسبب التسربات في نظام الأنابيب، مما يزيد من حدة الأزمة. يتم تخزين المياه في براميل وجمع مياه الأمطار في خزانات على أسطح المنازل، ويضطرون إلى شراء الماء من شاحنات المياه التي تتنقل عبر شوارع المدينة.
وعندما بنى الأزتيك عاصمتهم للمرة الأولى في تينوختيتلان قبل أكثر من 700 عام، استخدموا شبكة من الجسور والطوافات لبناء مدينة عائمة على بحيرة تيككوكو، والتي كانت محاطة بالجبال. واليوم يتم ضخ نحو 40% من مياه المدينة من مسافة تزيد على 100 ميل، فيما تأتي النسبة المتبقية من مياه المدينة من طبقات المياه الجوفية، مما يعزز من أزمة نقص المياه التي تواجهها المدينة.
مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يتزايد الغضب من فشل الدولة في التعامل مع الأزمة، حيث قام سكان بلدة بالقرب من مكسيكو سيتي بتحطيم بوابات مكتب لجنة المياه ودارت معارك حول الحصول على المياه من الأنابيب. ومن جهتها، تقول المرشحة للرئاسة كلوديا شينباوم إن الأزمة ناتجة عن الاستغلال المفرط وإزالة الغابات وتغير المناخ، وتعمل على إيجاد حلول طويلة المدى للأزمة التي تواجهها المدينة.
وعندما يتم ضخ الماء من طبقات المياه الجوفية بشكل أسرع مما يتم تجديدها، تتدهور البنية التحتية للمياه في المدينة بسبب التسربات والهدر، وتتزايد المخاوف من انهيار النظام بشكل كبير. ومع استمرار تزايد عدد سكان المدينة، تصبح إدارة الموارد المائية أمرًا أكثر أهمية ويطلب تدخل حكومي عاجل لحل الأزمة التي تعصف بالمدينة وتهدد بأزمة أكبر في المستقبل. هناك حاجة للتحرك السريع واتخاذ إجراءات جذرية للحفاظ على موارد المياه والتصدي للتحديات التي تواجهها مكسيكو سيتي في ظل تزايد العوامل المؤثرة على نقص المياه.
مكسيكو سيتي تتخوف من انقطاع المياه تماماً عن أحيائها
مقالات ذات صلة
مال واعمال
مواضيع رائجة
النشرة البريدية
اشترك للحصول على اخر الأخبار لحظة بلحظة الى بريدك الإلكتروني.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.