نشأنا وترعرعنا وأجيال عربية عريضة معنا وقبلنا وأخرى بعدنا على إيقاع قضايا المسرح الكويتي والدراما الكويتية والمتابعة اللصيقة لما تكتبه الصحافة الكويتية. مجلة العربي كانت وزارة اعلام للوطن العربي، توجهت للوعي والضمير العربي، افتح يا سمسم كان اول برنامج تلفزيوني يستنطق الهوية العربية، وهذا كان نتاج مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك. بين الامور التي تسأل عنها الآن، هذا الحراك وتلك الديناميكية وزخم الانتاجية، لم تعد ظاهرة في الفكر والثقافة والفنون كما كانت سابقًا.
مع ثورة الانترنت والتواصل الاجتماعي والرقمنة، كان يتوقع أن يسيطر المحتوى الكويتي على هذا الفضاء، ولكن ذلك لم يحدث، فأين المحتوى الكويتي الأصيل؟ وما الذي يحدث في الكويت الآن؟ مرت الكويت بظروف استثنائية ولكن الحراك الفكري والثقافي والفني كان أكبر وأعمق في العقود الماضية، ولا ينبغي تجاوز أهميته وعدم استثماره كويتياً وعربياً. خطاب أمير الكويت الأخير شفاف ويشير إلى المشكلات والتحديات التي تواجه الكويت، ومراسيمه تعكس قناعة القيادة والشعب بأهمية الإصلاح.
الفساد هو حاضنة للمخاطر وآفة للأمن والعدل، وهو مشكلة تؤثر على جميع المجتمعات، وليس محصوراً في الكويت. الفساد في القطاع الحكومي والخاص يحتاج إلى إصلاح لتحقيق استقرار المجتمع، وهناك حلف دائم بين الفساد المالي والفساد الإداري. هناك حاجة للدور الكويتي في إثراء المحتوى الخليجي والعالمي وتمكين التجربة الثقافية العميقة للكويت للحفاظ على الهوية العربية.
الكويت تمتلك تراثاً غنياً من التراث السياسي والثقافي، وبفضل الحكمة والتجربة التي تمتلكها، يمكن للكويت تجاوز التحديات والمخاطر. يجب على الكويت استخدام قدراتها الحقيقية للتأثير والإسهام في المشهد الخليجي والعربي والعالمي، وتعزيز الثقافة التاريخية الكويتية. الكويت بحاجة لتقديم الدور الكويتي والتأثير الكويتي في هذه المرحلة ومن ثم التعافي واستعادة الهوية العربية.
يجب أن تصبح الكويت عملاقًا نائمًا يستيقظ، وبإصرار واستخدام الحكمة والتأثير، يمكن للكويت تحقيق التأثير الكبير على الصعيدين الوطني والعربي والعالمي، وبذلك يمكن للعالم العربي استعادة هويته وعافيته، وتصبح قوة اقتصادية عالمية.















