أكد الدكتور عباس شراقي، خبير الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن زلزالا بقوة 4.9 درجة ريختر ضرب سد جيبي في إثيوبيا الذي يعتبر الأعلى ارتفاعًا في البلاد. ووصف الحادث بأنه جرس إنذار خطير لسد النهضة الإثيوبي الذي يبعد 700 كيلومتر عن سد جيبي. وأشار إلى أن الزلزال، على الرغم من كونه متوسط القوة، يعتبر كبيرًا بالنسبة للمنطقة نظرًا لعدم وجود استعدادات مناسبة مقارنة بدول مثل اليابان.
وأوضح شراقي أن تأثير زلزال مثل هذا يكون خطيرًا في حالة وجود سدود كبيرة مثل سد النهضة، حيث يحتوي بحيرة السد على حوالي 35 مليار متر مكعب من المياه. وأكد أن سد النهضة يوجد في منطقة شرق أفريقيا التي تعتبر الأكثر عرضة للزلازل في القارة، نظرًا لوجود منطقة الأخدود الأفريقي في إثيوبيا.
وأشار الخبير إلى أن سد النهضة أعلى من السودان بحوالي 350 مترًا، وفي حالة وقوع حادثة تشقق أو انهيار في السد، فإن المياه ستتدفق باتجاه السودان بقوة إضافية قد تؤدي إلى انهيار سد الروصيرص في الخرطوم وسد مروي. وبالتالي، سيتحول السودان إلى بحيرة بسبب القوة الهائلة للمياه المندفعة.
وأكد شراقي أن سد النهضة الإثيوبي غير آمن ويحتوي على فوالق كبيرة في جسم السد تعتبر على درجة عالية من الخطورة. وأشار إلى أن تم رصد حركات أرضية في موقع السد قبل وصول المياه إليه، وأن كميات المياه الموجودة في السد حاليًا تمثل ضغطًا هائلًا على الطبقات الأرضية المحيطة.
وفي الختام، أكد الدكتور شراقي على خطورة الوضع الراهن وضرورة اتخاذ إجراءات وقائية لتجنب وقوع كارثة طبيعية جديدة. ودعا إلى التعاون والتنسيق بين الدول المعنية لمتابعة تطورات السد وتقديم الدعم اللازم لضمان سلامة وأمان المنطقة من أي تهديد قد ينجم عن انهيار سد النهضة في المستقبل.















