تعرف الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان على استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش والدعم السريع، حيث أسفرت عن مقتل نحو 27 شخصاً وإصابة 130 شخصاً، مع إصابة عدة مدنيين في شرق المدينة. وأكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وقوع الهجوم، وأن الأمر يشكل تهديدًا لنحو 800 ألف نازح في المدينة. وقد وصلت أعداد كبيرة من المصابين والجرحى إلى المستشفى التي لا تملك القدرة الكافية على استيعابهم وتأمين الرعاية الصحية اللازمة.
أظهرت التقارير الطبية أن المشرحة في مستشفى الفاشر الجنوبي مليئة بالجثث، في حين تعاني المستشفى من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية لمعالجة الجرحى. كما تم الإبلاغ عن انقطاع شبه تام للاتصالات في المدينة، مما يعوق الجهود الإنسانية والصحية في تقديم الدعم اللازم للمتضررين. من جهته، حذر مجلس الأمن الدولي من خطورة اندلاع اشتباكات دامية في الفاشر، وعبر عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف والهجمات المستمرة في المنطقة.
وفي سياق متصل، ذهب وفد حكومي سوداني إلى جوبا للتفاوض مع حركة شمالية بهدف تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع في جبال النوبة. يأتي ذلك بعد اتفاق بين عضو في مجلس السيادة وزعيم الحركة، لضمان توزيع الإغاثة إلى المناطق المتضررة دون عوائق. ومن المعروف أن النوبة تشهد نزاعات وهجمات مستمرة تؤثر على الحياة اليومية للسكان وتزيد من حالات النزوح.
تجدر الإشارة إلى أن الاشتباكات بين الجيش السوداني والفصائل المسلحة، وقوات الدعم السريع لا تزال مستمرة في الفاشر، بعد أيام من هدوء نسبي في المنطقة. وفي هذا السياق، تعاني المدينة من نقص حاد في الإمدادات الطبية والتحصينات الطبية الضرورية لمعالجة الجرحى والمصابين، في ظل تأزم الأوضاع الإنسانية والصحية في المنطقة. وتعتبر الفاشر الوحيدة في دارفور التي لم تفقد السيطرة للجيش السوداني، مما يجعلها مكانًا آمنًا للعديد من النازحين الهاربين من العنف في أنحاء مختلفة من السودان.















