Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

رواية “الفسيفسائي” للكاتب المغربي عيسى ناصري تعتبر رواية سردية متعددة تجمع بين ألعاب السرد والأحداث الشيقة التي تأخذ القارئ في رحلة مثيرة عبر الزمن والمكان. تبدأ الرواية بقصة جريمة قتل لامرأة أميركية تظهر في مدينة “زرهون” القريبة من موقع أثري. يتولى المحقق مراد حل هذه الجريمة، وخلال تحقيقه، يكتشف وجود رواية بوليسية تحل هذه الجريمة بطريقة غير متوقعة، مما يقوده إلى قصة تتناول تفاصيل الجريمة والمخطوطات الثلاث التي كتبتها شخصيات مختلفة.

تتكون الرواية من ثلاث مخطوطات، الأولى تحكي قصة الرومان والموريين وفن الفسيفساء، الثانية تتناول حكاية تهامي وعياش والعلاقة بينهما، والثالثة تروي سيرة حياة الكاتبة الأميركية أريادنا نويل ولقاءها بجواد الأطلسي. من خلال تقنيات الحوار والبوح والمونولوج، يتخلل الرواية عناصر فنية وتاريخية ونفسية تثري قصة الجريمة وتجعل القارئ يستمتع بالتنقل بين الزمنين والشخصيات.

تتميز رواية “الفسيفسائي” بمزجها الرائع بين العناصر الفنية والتاريخية والإنسانية، وكيفية تجسيدها في شخصيات مختلفة تعيش قصصًا متشابكة تنقل القارئ عبر قطع الفسيفساء المفقودة والحياة اليومية للشخصيات. تستفيد الرواية من معارف متعددة للتاريخ الأمازيغي، وكيفية تحويلها إلى رواية مثيرة تشبه بناء الفسيفساء في تركيبها وتكوينها.

عندما يحل المحقق مراد لغز الجريمة، ينكشف للقارئ تداخل الأحداث والشخصيات الذي يبرز جمالية السرد والتركيب الروائي الذي يجمع بين ألعاب السرد المتقنة ورسم الشخصيات المعقدة. تنتقل الرواية ببراعة بين الزمن القديم والحديث، وترسخ قصة الجريمة في روحانية الفسيفساء المعقدة، مما يجعلها تجربة سردية شيقة للغاية.

باستخدام تقنيات سردية متنوعة والتناسخ الروحي بين الشخصيات والزمان، ينجح عيسى ناصري في بناء رواية متعددة الأبعاد تجمع بين الرواية البوليسية والفنية والتاريخية بشكل ممتع ومبدع. تكون القصة حبكة رائعة تجذب القارئ وتأسره بتشويقها وغموضها، مما يجعلها تستحق الاهتمام والاستمتاع بقراءتها.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.