أعلنت الإذاعة الإسرائيلية اليوم أن المسؤول عن رسم الشؤون الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يورام حامو، قدم استقالته. وذكرت الإذاعة أن سبب استقالته يعود إلى عدم اتخاذ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرارات بشأن “اليوم التالي” للحرب وعودة العمليات العسكرية في شمال قطاع غزة. يأتي هذا الإعلان بعد يومين من استقالة رئيس المنظومة الدعائية لإسرائيل موشيك أفيف، وقدم عدد من المسؤولين الإسرائيليين استقالاتهم مؤخراً بسبب اتهامات بالإخفاق في إدارة الحرب على غزة.
تشهد الساحة الإسرائيلية انقسامات وخلافات حادة بسبب استمرار الحرب على غزة، حيث يوجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقادات شديدة بسبب ما يعتبره البعض سعياً لإطالة الحرب لأسباب سياسية وشخصية. ورغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها جيش الاحتلال وفشله في تحقيق أهداف الحرب المعلنة، مثل استعادة المحتجزين في غزة والقضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس، إلا أن هذه الاستراتيجية لم تكن ناجحة.
ومنذ فترة، تشهد إسرائيل سلسلة من الاستقالات والانقسامات في قيادتها، حيث قدم عدد من المسؤولين استقالاتهم بسبب انتقادات بشأن إدارة الحرب على غزة. لذا من المتوقع حدوث سلسلة جديدة من الاستقالات في القيادة العسكرية، من بينهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي ونائبه أمير برعام.
يبدو أن الانقسامات داخل إسرائيل تزداد توتراً مع استمرار الحرب على غزة، وتزايد الضغط على الحكومة والقيادة العسكرية بسبب فشل الاستراتيجيات الحالية في تحقيق الأهداف المرجوة. ويبدو أن مستقبل السياسة الإسرائيلية قد يكون غير واضح في ظل هذه الانقسامات الشديدة والتوترات الداخلية.
تعيش إسرائيل حالة من الضغط والقلق جراء الفشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة، كما يشهد الجيش الإسرائيلي أزمة داخلية في قيادته بسبب الانقسامات في أوساطه. ويتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الاستقالات الهامة في القيادة العسكرية الإسرائيلية، مما يعكس حجم الانقسامات والضغوطات التي تعاني منها البلاد.
بالتالي، يبدو أن الأزمة السياسية والعسكرية في إسرائيل لن تنتهي قريباً، وربما تشهد المزيد من الانقسامات والاستقالات في القيادة السياسية والعسكرية. وسيكون على الحكومة والجيش الإسرائيلي والقيادة العسكرية أن يبذلوا جهوداً أكبر لتصحيح الأوضاع واستعادة الاستقرار والنجاح في تحقيق الأهداف المرجوة في الحروب القادمة.
