تُعتبر الولايات المتحدة دائما زعيمة العالم الحر والمدافعة عن مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان. لكن، وفقًا لسامي العريان، مدير مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية بجامعة صباح الدين زعيم التركية، تشير مظاهر حراك الجامعات في أميركا إلى تغيير في هذه الصورة. يشير العريان إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على عدة دول بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، ولكنها تتجاهل بشكل متعمد انتهاكات إسرائيل الجسيمة ضد الفلسطينيين.
العريان يؤكد أنه منذ عقود تعاني الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي الوحشي ويعانون من مجازر وانتهاكات جسيمة. ويشير إلى أن الولايات المتحدة توفر الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي لإسرائيل، حتى وإن تجاوزت إسرائيل الحدود بجرائمها. ويبين أن الطلاب في الجامعات الأميركية بدأوا بالرفض لهذه السياسات والجرائم وبدأوا باتخاذ إجراءات لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
تشير السوابق التاريخية إلى أن الطلاب في الولايات المتحدة لهم تاريخ من النضال ضد الظلم والظلم العنصري. وفي الستينيات، لعبت جامعات أصحاب البشرة السوداء دورًا حيويًا في مكافحة العنصرية. واستمر النضال ضد العنصرية وحرب فيتنام ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا على مر العقود، حيث أظهر الطلاب شجاعة وتصميم في مواجهة النظام القائم.
إن استمرار الحراك الطلابي ضد الاحتلال الإسرائيلي في غزة يظهر إرادة وإصرار الشباب في تغيير الواقع. يُعتبر هذا الحراك جزءًا من المسار التاريخي للتغيير الاجتماعي في الولايات المتحدة، سواء من الأعلى إلى الأسفل أو من القاعدة إلى القمة. ويمكن أن يؤدي هذا الحراك إلى تغيير في مواقف الرأي العام والسياسات الحكومية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. يتوقع الكثيرون أن يؤدي هذا الحراك لتحقيق تقدم في مسألة حقوق الإنسان في فلسطين.