عمّل العاملون عن بُعد والمتقاعدون على حدّ سواء على التوافي إلى سبوكين الخلّابة، مما زاد من أسعار المنازل. لكن المدينة تعمل على التغلّب على تحدياتها المتزايدة. بروس مونهولاند، البالغ من العمر 71 عامًا، وزوجته كيري، البالغة من العمر 55 عامًا، اختارا الانتقال إلى سبوكين في ولاية واشنطن بعد أن اعتزل بروس من الهندسة المدنية في الجيش الأمريكي. أسّسا شركة “سيرج كوفي كو.” التي تقدّم القهوة المختصّة في سيارة شاحنة، حيث كانا يتنقّلان في مناطق الحدث والباركات ويبيعان القهوة بالكؤوس بين 6 و8 دولارات. كما يتبرّعون بكل النصائح إلى الجمعيّات الخيريّة، بما في ذلك الجمعيّات المحليّة والعالميّة.
نجحت سبوكين في جذب الكثير من الناس الراغبين في أسلوب حياة في الهواء الطلق، وكانت هناك طلبات كبيرة على العقارات. ولكن لم تسعف الأوضاع كل الناس، فقد بلغت نسبة الشواغر في الإيجارات السكنيّة 1% وكان هناك حتى 30 عرضًا لبيع المنازل البسيطة، مما جعل الشباب يفقدون القدرة على شراء العقارات. وانتقل بروس وكيري إلى أحد الشقق في مجتمع ساوث بيري، ويخطّطان أيضًا لبناء منزل على قطعة أرض تبلغ مساحتها فدانين على بعد 10 دقائق من المدينة.
وبعد مرور ثلاث سنوات على هذه الطوارئ، ما زالت سبوكين تواجه نقصًا في الإسكان. ومع ارتفاع أسعار المنازل بنسبة ثلثين منذ عام 2019، أصبحت الأسعار تتراوح حوالي 394 ألف دولار، ولكن هذا لا يزال أقل بكثير من المتوسط الوطني البالغ 879 ألف دولار في سياتل. واعتبرت سبوكين من بين أفضل الأماكن للتقاعد في 2024.
وتعمل القيادات المحلّية على حل أزمة الإسكان وضعف الاقتصاد، حيث تم اعتماد تشريعات جديدة للسماح بإنشاء المزيد من الوحدات السكنية والتخلص من متطلبات وقوف السيارات في المناطق السكنية. الهدف هو زيادة بناء المنازل بجميع المستويات الاقتصادية والحفاظ على جودة الحياة.
على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها السكان والقيادات المحلية، لا يزال أكبر موظف في مقاطعة سبوكين هو قاعدة القوات الجوية فايرشايلد، الذي يعمل برفقة الشباب المتقاعدين. كيفن وليامز، الذي كان في القاعدة لمدة أربع سنوات قبل أن يفكّر في الانتقال للقاعدة التالية، لا يزال يعتبر سبوكين مكانًا مثاليًا له ولعائلته. ويعمل اليوم كنائب رئيس في مجلس سبوكين للقوى العاملة، وهو منظمة غير ربحية تساعد في توفير فرص العمل.
ومن المهم الاستمرار في تعايش النمو وتحسين الاقتصاد المحلي، لذلك يعمل السكان على جذب الاستثمارات وتطوير الصناعات الجديدة، مثل الصحة والعلوم الحيوية. تعمل كل من جامعة واشنطن وجامعة ولاية واشنطن على تدريب الطلاب في مجال الطب من أجل زيادة فرص العمل في المنطقة الشرقية. وعلى الرغم من جهود العمل الجادة، لا تزال مشاكل التمييز العنصري موجودة، كما حدث مع فريق كرة السلة للسيدات من جامعة يوتا الذي تعرّض للإساءة العنصريّة في مطعم وفندق بجوار كور دالين في إيداهو.
من الواضح أن سبوكين تعمل على تحسين جودة الحياة وتعزيز اقتصادها، وهذا يعكس تطورًا إيجابيًا في المدينة التي تعاني من المشاكل التاريخية وتعمل على تقبّل التنوع والتغيير.