تعاني العديد من النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة من تأثيرات الحر الشديد داخل الخيام التي يعيشون فيها، حيث تتحول الخيام إلى فرن بسبب احتباس الحرارة. يعمل إسماعيل غنيم (71 عاما) على مغادرة خيمته في وقت مبكر كل صباح للذهاب إلى المسجد والاعتكاف هناك طوال فترة النهار للهروب من الحر. ولكن بسبب مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم وانزلاقات غضروفية في ظهره، يضطر أحيانا إلى البقاء في الخيمة واستخدام طبق بلاستيكي كمروحة يدوية لتلطيف الجو قليلا.
مقال يتحدث أيضًا عن تأثير الحرارة المرتفعة داخل الخيام على الصحة النفسية والجسدية للنازحين. تذهب إحدى النازحات، عبير أبو عيد، إلى مستشفى شهداء الأقصى خلال النهار للابتعاد عن الحر والذباب داخل الخيمة. تعاني عبير وأسرته من الشعور بالقلق والضغط النفسي بسبب الحر الشديد ونقص الوسائل لتبريده. تشير إلى أن الأطفال يعانون من طفح جلدي بسبب الحر وتحتمي في الظل لتجنب الشمس الحارقة.
تقوم مبادرات متطوعون برش خيام النازحين بمبيد حشري للقضاء على الذباب، لكن المشكلة تعاود الظهور مرة أخرى بعد فترة. تروي سعاد المملوك، نازحة من حي الشجاعية، قصتها وكيف أنها تحتمي من الحر والذباب خارج الخيمة. تعاني من مشاكل صحية تتدهور بسبب الحرارة الشديدة، مما يؤثر على حالتها النفسية وحتى حالة أفراد عائلتها.
الطبيب محمد ريان يؤكد أن الحرارة الشديدة داخل الخيام قد تسبب العديد من الإصابات والوفيات بين النازحين. يشير إلى أهمية توفير حلول لتبريد الخيام وتحسين ظروف المعيشة للحد من تأثيرات الحر الشديد. يتحدث أيضًا عن كيفية تأثير الحر على الفئات الأكثر ضعفًا من كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة.
تخشى السلطات الفلسطينية من تفاقم المشكلة في حال قررت إسرائيل اجتياح مدينة رفح وتشريد سكانها إلى مراكز إيواء تضم خيامًا. تظل الحلول المناسبة لمواجهة تأثيرات الحرارة الشديدة داخل الخيام محل اهتمام وبحث مستمر للحفاظ على صحة وسلامة النازحين وتوفير بيئة معيشية صحية ولائقة لهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.