بعد موافقة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في ألمانيا على برنامجه الجديد للسنوات العشر القادمة، قام الحزب بتحديد نوع الإسلام الذي يرغب في رؤيته في البلاد، مع تحديد أن الإسلام الذي لا يشارك في القيم الغربية لا ينتمي إلى ألمانيا. في الوقت نفسه، تعرضت هذه الصيغة الجديدة لانتقادات كبيرة، مع اعتبارها محاولة للوصم والتمييز ضد المسلمين في البلاد.
يشير الدكتور يورغن زيميرر، مؤرخ في جامعة هامبورغ، إلى أن التمييز ضد المسلمين في البرنامج الجديد يشكل مشكلة، حيث أنهم المجموعة الدينية الوحيدة التي تم ذكرها بهذه الصيغة. يذكر أن الحزب تجنب تمامًا مفهوم أن الإسلام ينتمي إلى ألمانيا، على الرغم من أن هذا المفهوم صدر سابقًا من ميركل وفولف. الصيغة الجديدة استقطبت انتقادات من رؤساء المجالس الإسلامية في ألمانيا، معتبرينها محاولة للصيد في المياه العكرة والوصم ضد المسلمين.
يعتبر الحزب في برنامجه الجديد ضرورة اندماج المهاجرين في الثقافة الألمانية، ويتطلعون إلى فهم التقاليد والعادات الألمانية والالتزام بالقانون. ومن المثير للانتباه أنه يصف الإسلام كـ”مجموعة متجانسة”، مما يثير المخاوف من الاستخدام السلبي لهذا المصطلح. يؤكد زيميرر على أن الحزب يلعب بالنار من خلال هذه المواقف، محذرًا من زيادة الانقسام والكراهية في المجتمع وصعود اليمين المتطرف.
في تغيير واضح لموقف الحزب من قضايا الهجرة، ينص البرنامج الجديد على نقل أي طالب لجوء إلى بلد آخر خارج الاتحاد الأوروبي، ويدعو لمنع اللاجئين الذين حصلوا على اللجوء في دول أوروبية أخرى من الاستقرار في ألمانيا. هذا يعكس تغييرًا ملحوظًا في الموقف السابق لحزب ميركل الذي كان مرحبًا باللاجئين السوريين خلال الفترة بين عامي 2015 و2018.
بشكل عام، يوضح قرار الحزب بالتوجه نحو سياسة أكثر صرامة في قضايا الهجرة والتعامل مع المسلمين في البلاد. يريد الحزب التخلي عن سياسة ميركل السابقة المرحبة بالمهاجرين، ويرغب في اتباع نهج جديد يأمل في استعادة السدة الحكومية في البلاد. تأتي هذه التحولات في سياق تزايد التوترات حول قضايا الهجرة والاندماج في ألمانيا وأوروبا في الفترة الحالية.