هناك آراء متباينة حول دور الذهب في الاقتصاد وفي المدارس الفكرية الاقتصادية المختلفة. تشدد بعض المدارس على أهمية الذهب اقتصاديًا وتدعم العودة إلى معيار الذهب كما كان قبل عام 1971. بينما تُعتبر الذهب بمثابة شكل من أشكال المال من قبل الاقتصاديين الكلاسيكيين، مثل آدم سميث وديفيد ريكاردو، الذين يرون فيه وسيلة للتبادل ومخزن للقيمة، كما يرون أن معيار الذهب يوفر أساساً مستقراً للنشاط الاقتصادي. ومن جهة أخرى، تنظر المدارس الاقتصادية الكينزية بشكل أقل إلى دور الذهب في الاقتصاد، حيث يركزون بدلاً من ذلك على السياسات المالية والتدخل الحكومي لإدارة التقلبات الاقتصادية.
من ناحية أخرى، يميل الاقتصاديون النمساويون إلى التفضيل للذهب بسبب تركيزهم على النقود السليمة والأسواق الحرة، حيث يرون أن العملة المدعومة بالذهب توفر وسيلة تبادل موثوقة ومستقرة. وبالنسبة لعلماء النقد، مثل ميلتون فريدمان، يركزون على دور العرض النقدي في التأثير على النتائج الاقتصادية، مع اعتبار المعروض النقدي المستقر الذي تديره البنوك المركزية أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على استقرار الأسعار وتعزيز النمو الاقتصادي على المدى الطويل. وبناءً على هذه النظريات، ترى النظرية النقدية الحديثة أن الدولة التي تمتلك عملة سيادية تتمتع بمرونة أكبر في إدارة اقتصادها وليست مقيدة بإمدادات ثابتة من الذهب.
تُعتبر الأدلة الاقتصادية والظروف الجديدة عاملاً مؤثرًا في تبدل وجهات نظر الاقتصاديين، حيث يظهر هنا تباين الرؤى بين المدارس الاقتصادية المختلفة. تبرز حجية التفكير الاقتصادي وتطوّره المستمر، إذ يُمكن للرأي الاقتصادي أن يتغير داخل أي مدرسة بناءً على ظهور أدلة جديدة أو سياقات جديدة. يشير الاقتصاديون الكلاسيكيون إلى الذهب كوسيلة للتبادل ومخزن للقيمة، بينما يركز الكينزيين على السياسات المالية والتدخل الحكومي. بالمقابل، يرى النمساويون أهمية الذهب بسبب تأيدهم للنقود السليمة والأسواق الحرة.
يُؤكد علماء النقد على دور العرض النقدي واستقراره في تحقيق النجاح الاقتصادي، ما يدفعهم إلى عدم رؤية الذهب كعنصر رئيسي في النظام النقدي. ومن الطبيعي أن تتحدى النظرية النقدية الحديثة بعض الافتراضات التقليدية حول المال والسياسة المالية، وتبرز مرونة الدولة التي تحتفظ بعملة سيادية في إدارة اقتصادها وتحفيز النشاط وتلبية الاحتياجات الاجتماعية. يظهر هنا الانحياز الواضح لبعض المدارس الاقتصادية تجاه الذهب وأهميته في الاقتصاد، بينما تعتمد وجهات النظر على جوانب متنوعة تتنوع حسب السياق الاقتصادي والاجتماعي.















